أعلن الفاتيكان، يوم الخميس، عن انتخاب الكاردينال الأميركي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديدًا للكنيسة الكاثوليكية، خلفًا للبابا فرنسيس، الذي ترأس الكنيسة منذ العام 2013. وقد اختار الحبر الأعظم الجديد اسم ليو الرابع عشر، ليقود الكنيسة في مرحلة جديدة، وسط تحديات روحية وعالمية متزايدة.
وجاء الإعلان الرسمي وسط أجواء احتفالية في ساحة القديس بطرس، حيث علت هتافات الحشود لدى تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين، إيذانًا بنجاح المجمع المغلق (الكونكلاف) في التوافق على خليفة جديد للكرسي الرسولي.
ويُعد ليو الرابع عشر أول بابا أميركي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، في سابقة تعكس تحوّلاً رمزيًا في موقع القرار داخل المؤسسة البابوية، لا سيما مع تزايد ثقل الكنيسة الكاثوليكية في القارة الأميركية. ويُعرف البابا الجديد، الذي كان يتولى قبل انتخابه رئاسة مجمع الأساقفة، بخلفيته اللاهوتية وبتجربته الرعوية الممتدة بين أميركا اللاتينية والولايات المتحدة.
ويأتي انتخاب البابا الجديد في وقت تواجه فيه الكنيسة الكاثوليكية قضايا داخلية معقدة، تتعلق بالإصلاح الإداري والحوكمة، إضافة إلى التحديات الأخلاقية والاجتماعية، وصعود التيارات اليمينية والعلمنة في عدد من المجتمعات الغربية.
وكان البابا فرنسيس، الذي خلف البابا بنديكتوس السادس عشر، قد كرّس حبريته لقضايا العدالة الاجتماعية والبيئة والانفتاح بين الأديان، إلا أن أوضاعه الصحية في الآونة الأخيرة أثارت الكثير من التكهنات بشأن استمراريته، إلى أن أعلن تنحيه، ممهّدًا الطريق أمام المجمع المقدس لانتخاب خلفه.
ومن المنتظر أن يُجري البابا ليو الرابع عشر أولى لقاءاته الرسمية مع المؤمنين وقادة الكنيسة خلال الأيام المقبلة، حيث سيُسلّط الضوء على رؤيته لمستقبل الكنيسة في ظل التحولات العالمية الراهنة.