دحض الباحثان التونسيان غسان عمامي ومجدي كعنيش الخرافات العشر التي قامت عليها الرواية الصهيونية بشأن فلسطين، وذلك في لقاء انتظم مساء أمس الجمعة بمكتبة محمد محفوظ بمدينة الثقافة ضمن تظاهرة أسبوع السينما الفلسطينية (31 أكتوبر – 5 نوفمبر 2023).
وهذه الروايات العشر الصهيونية بشأن فلسطين التي دحضها الباحثان قاما بتقسيمها إلى “خرافات الماضي” و”خرافات الحاضر” و”خرافات المستقبل”. وتتمث ل خرافات الماضي الصهيوني في اعتبار فلسطين أرضا قاحلة بلا شعب والرواية الثانية هي أن يهود أوروبا هم شعب بلا أرض.
وتعتبر الرواية الصهيونية الثالثة أن حرب 1948 هي حرب “بين داوود الإسرائيلي وجالوت العربي”. كما يفند الباحثان الرواية الصهيونية التي تقول إن “الفلسطينيين قد تركوا أراضيهم عن طواعية”، وقد أك دا أن حوالي 7 % منهم فقط قد باعوا أراضيهم للصهاينة تحت طائلة التهديد فيما تم تهجير بقية الفلسطينيين من قبل العصابات الصهيونية المسل حة.
ويوض ح غسان عمامي ومجدي كعنيش أن هناك أدل ة دامغة على أن اليهود الذين وصلوا إلى فلسطين في أواخر القرن التاسع ليسوا من نسل اليهود الذين عاشوا في العصر الروماني، مؤكدي ن أن اليهود الذين عاشوا في ذلك العصر اعتنق جزء كبير منهم الديانة المسيحية ثم بعد ذلك الإسلام.
وقالا إن السجلات العثمانية للتعداد السكاني لفلسطين عام 1878 بي نت أن اليهود لم يشكلوا سوى نسبة 3% فقط من سكان بلغ تعدادهم نحو 500 ألف نسمة، منهم 87% مسلمون و10% مسيحيون. وأفادا أن فلسطين كانت بلدا ريفيا على وشك الدخول إلى القرن العشرين كمجتمع حديث، وقد أدى احتلال الحركة الصهيونية لأرضها إلى كارثة بالنسبة إلى غالبية الفلسطينيين.
ويستعرض الباحثان أيضا مزاعم الصهيونية التي تقد م نفسها على أنها تمث ل الديانة اليهودية، وأن من يعاديها عدو للسامية. كما يعتبران أن الترويج لرواية “إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” هي أكاذيب كشفت الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي.
أما الرواية الصهيونية الكبرى التي دحضها الباحثان فهي “حل الدولتين” ، معتبري ن أن ما يجري اليوم من سياسات التهجير القسري وإبادة المدنيين ينفي هذه المزاعم الصهيونية.
ويذهب الباحثان إلى أبعد من ذلك في دحض الرواية الصهيونية بشأن فلسطين، إذ أكدا أن ما ذ كر في كتاب التوراة حول “أرض الميعاد بفلسطين” لا تتطابق الأماكن الواردة في التوراة مع البقاع الموجودة في فلسطين وأو لها أن كتاب التوراة يذكر أن “أورشليم” (القدس) موجودة على جبل في حين أن هذا المكان يوجد على أرض شبه منبسطة.
ولاحظا أن الحق الفلسطيني موجود ومبرهن عليه في التوراة، إذ أن هذا الكتاب السماوي ذكر الأقوام الكنعانية السبعة وهي تمتد من غزة إلى اللاذقي ة بسوريا شمالا، مشيري ن إلى أن الصهاينة لم يجدوا أي أثر يؤكد وجود هذا الكيان على أرض فلسطين، فحتى الحفريات التي طالت المسجد الأقصى لم تؤد إلى نتائج مطلقا.
وقالاإن الاستعمار البريطاني أنشأ الكيان الصهيوني في مؤتمر “كامبل بنرمان” سنة 1907 قبل حتى وعد بلفور سنة 1917، حيث كان يهدف إلى إحداث كيان قرب قناة السويس لفصل المشرق العربي عن المغرب العربي ولتفكيك الدولة العثمانية