في حديث مليء بالحنين والفخر، عبّر الدولي المغربي بلال الخنوس، متوسط ميدان نادي ليستر سيتي الإنجليزي، عن عمق العلاقة التي تجمع المغاربة بكرة القدم، واصفًا إياها بأنها “ليست مجرد لعبة، بل شغفٌ ينبض في كل شارع وزقاق”.
وفي مقابلة خصّ بها القناة الرسمية للدوري الإنجليزي الممتاز، رسم الخنوس صورة حيّة للمشهد الكروي في المغرب، قائلاً: “في كل حي، ترى الأطفال يلعبون الكرة في الشوارع، يرتدون قمصان لاعبيهم المفضلين من المغرب ومن أنحاء العالم. هذا يُظهر مدى عشقهم لهذه اللعبة. كرة القدم تسكن قلوب الناس في بلدي”.
وتوقف الخنوس عند أبرز لحظة في مسيرته حتى الآن، مشاركته الأولى مع “أسود الأطلس” في مونديال قطر 2022، قائلًا: “لقد كانت تجربة استثنائية. منذ أول يوم، شعرت بالدفء والمحبة من الجماهير واللاعبين والطاقم الفني. الوصول إلى نصف النهائي وتحقيق المركز الرابع… لحظة ستبقى محفورة في ذاكرتي للأبد”.
وعن علاقته بزميله المخضرم حكيم زياش، كشف الخنوس عن رابط خاص يجمعهما، مضيفًا: “حكيم هو مثل الأخ الكبير. رافقني في بداياتي مع المنتخب، وكان دائمًا صريحًا ونقيًا في تعامله. أعتبره قدوتي وأسعى لتخطي إنجازاته”.
وتطرّق اللاعب الشاب إلى أول هدف له بقميص ليستر سيتي، قائلاً بابتسامة عريضة: “كانت لحظة لا تُنسى. عندما وصلت الكرة أمامي داخل منطقة الجزاء، سددت بدون تردد. دخلت الكرة الشباك، وكانت عائلتي في المدرجات… شعرت بفخر كبير”.
وفي لقطة طريفة، كشف أنه خاض تلك المباراة بجوارب تعود لزميله المخضرم جيمي فاردي، قائلاً: “نسيت جواربي، فارتديت جوارب فاردي. ربما كانت فأل خير!”.
وأكد الخنوس أن فاردي يلعب دورًا مهمًا في تأقلمه مع الفريق، مضيفًا: “هو أسطورة النادي، يملك خبرة كبيرة ويتواصل معي كثيرًا على أرضية الميدان. وظيفتي أن أضع الكرة في المساحة المناسبة له، ونحن نعمل معًا بشكل متناغم”.
بلال الخنوس، بعفويته ونضجه، لا يخفي طموحه: يرغب في كتابة اسمه بأحرف من ذهب، مستلهمًا من حب جماهير بلده، ومن دعم عائلته، ومن روح الأخوة التي تجمعه بزملائه. والرحلة بدأت للتو.