في مشهد سياسي يعكس تباين الأولويات، وجه نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، انتقادات لاذعة لحزب التجمع الوطني للأحرار، متهمًا إياه باللجوء إلى أساليب تقليدية لكسب الولاءات الانتخابية، بدل التركيز على قضايا جوهرية تتعلق بمستقبل المغرب.
وجاءت تصريحات بنعبد الله خلال جلسة نظمها الحزب لمناقشة سبل تعزيز الذكاء الاصطناعي في المغرب، وهي تكنولوجيا يرى فيها وسيلة ضرورية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بينما اعتبر أن الحزب الذي يقود الحكومة ما زال يعتمد على أسلوب “القفف” في استمالة الناخبين استعدادًا لانتخابات 2026.
“القفف أم الذكاء الاصطناعي؟” جدل يعصف بالمشهد السياسي
تصريحات بنعبد الله تزامنت مع جدل واسع أثارته صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر شاحنة تابعة لجماعة تيوغزة بإقليم سيدي إفني مركونة أمام منزل أسرة مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة. وأشارت الادعاءات إلى أن الشاحنة كانت محملة بقفف رمضانية تابعة لجمعية “جود” الخيرية، التي تُتهم بكونها ذراعًا غير رسمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، مما أعاد فتح النقاش حول استغلال العمل الخيري لأغراض سياسية.
بنعبد الله: “هذا السلوك يقوض الديمقراطية”
بنبرة ساخرة، تساءل بنعبد الله: “كيف يمكن لحزب يقود الحكومة أن يروج لخطاب التقدم والتحديث، بينما لا يزال يعتمد أساليب قديمة قائمة على توزيع المساعدات لكسب أصوات الناخبين؟”، مضيفًا أن هذا السلوك “يمس بنزاهة العملية الديمقراطية ويعطي إشارات سلبية حول طبيعة المنافسة السياسية في المغرب.”
اتهامات متكررة والعمل الخيري في قلب الجدل
ليست هذه المرة الأولى التي يثار فيها الجدل حول جمعية “جود”، إذ سبق أن وُجهت لها اتهامات باستغلال العمل الإحساني في المواسم الانتخابية، رغم نفي قيادات حزب التجمع الوطني للأحرار وجود أي علاقة رسمية بين الحزب والجمعية. غير أن التزامن المتكرر بين أنشطتها والمواعيد الانتخابية يطرح علامات استفهام كبيرة حول طبيعة الدور الذي تلعبه في المشهد السياسي المغربي.