في حوار أخير لمحمد بوصوف، الموصوف بالأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، نقرأ جملا إنشائية كثيرة، لكن في ثناياها اعتراف بأن المجلس مجرد مؤسسة عالة على الميزانية العمومية حيث يستنزف مبالغ مالية هامة جدا دون اي دور يذكر، كما أن مسؤوليه تجاوزوا المدة القانونية بأكثر من الضعفين، حيث لا توجد مؤسسة عمر فيها الرئيس والأمين العام مثلما هو الشأن بالنسبة لهذا المجلس، الذي ما زالت أدواره غامضة في ظل وجود وزارة للجالية والهجرة.
وعند سؤاله عن المنجزات، من قبل أسبوعية الأيام، قال عبد الله بوصوف “أدعو كل من يتحدث بهذه اللغة لزيارة المجلس لكي يطلع على أشغاله وما قام به وما وفره من معرفة علمية أعتقد أنها مهمة المجلس. فقد أصدرنا دراسة فيها أرقام قاسية جدا بالنسبة للتعاطي التشريعي والتنفيذي مع قضايا الجالية”. مضيفا أن “تهمة الاكتفاء بإصدار الكتب فخر للمجلس في عالم عربي متخلف في الثقافة”.
في كل سفارة يوجد ملحق ثقافي، وهذا هو دورهم، أما إصدار كتب تتحدث عن الجالية فهو يمكن لأية جهة أن تقوم به، وهناك مراكز لهم باع طويل في هذا المجال، بل هناك كاتب أصدر من الكتب ما يفوق ما أنجزه المجلس، ولا يمكن صرف ملايين الدراهم على مجلس غامض يبقى دوره طبع الكتب.
ودعا بوصوف إلى أن يبدع المغرب نموذجه الخاص للمشاركة السياسية لمغاربة العالم، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن عبد الكريم بتعتيق، كاتب الدولة السابق في الجالية، أقام عشرات اللقاءات وقد نموذجا للتعاطي الاجتماعي والاقتصادي مع الجالية واستقطب أطرا كبيرة من مختلف بلدان الهجرة، بينما المجلس ما زال يلوك الإنشاء والمطالبات، وكأن المجلس لا مسؤولية له في هذا التخلف.