عاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لإثارة الجدل بتصريحات جديدة، زعم فيها أن الجزائر تمكنت من “إجبار” إسبانيا على التراجع عن دعمها لمغربية الصحراء، مشيرًا إلى خسائر اقتصادية سنوية قال إنها بلغت 7 مليارات دولار.
وجاءت تصريحات تبون خلال لقاء جمعه بممثلين عن المجتمع المدني في مدينة بشار يوم 25 أبريل الجاري، حيث حاول تقديم الأزمة مع إسبانيا وكأنها انتصار دبلوماسي للجزائر.
لكن الواقع يختلف، فمدريد كانت قد جددت تأكيد دعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وهو ما نفاه وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريز حين رد على مزاعم تبون قبل أسابيع.
العلاقات بين الجزائر وإسبانيا دخلت في أزمة مفتوحة منذ 2022، بعد إعلان مدريد دعمها العلني للحل المغربي، الأمر الذي دفع الجزائر إلى تجميد مبادلاتها التجارية مع إسبانيا، ما انعكس سلبًا على اقتصادها الداخلي الذي يعتمد على استيراد العديد من السلع الأساسية.
ورغم محاولات النظام الجزائري تصعيد الأزمة، إلا أن كلفة القطيعة الاقتصادية كانت ثقيلة، وهو ما أجبر الجزائر لاحقًا على استئناف المعاملات التجارية بشكل تدريجي مع إسبانيا.
تصريحات تبون الأخيرة تطرح أكثر من علامة استفهام حول أهدافها، خاصة وأنها تأتي في سياق سياسي داخلي حساس. كما أن مثل هذه التصريحات قد تعيد توتير الأجواء مع مدريد، في وقت يسعى فيه البلدان لتطبيع العلاقات تدريجيًا.
يبدو أن الرئيس الجزائري لا يتردد في إعادة تفسير الأحداث بما يخدم وضعه السياسي، حتى لو كلف ذلك مصداقية الدبلوماسية الجزائرية على الساحة الدولية.