تعيش الساحة السياسية في المغرب على وقع جدل جديد بعد دخول حزب العدالة والتنمية على خط التصعيد الحاصل في الشرق الأوسط، بإدانة شديدة للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مدينة أصفهان الإيرانية، ورد ناري من جمعية الصداقة المغربية الإسرائيلية للثقافة والتراث.
ففي بيان رسمي صدر عن الأمانة العامة للحزب، مساء الجمعة 13 يونيو 2025، وصف الحزب ما وقع بأنه “عدوان إجرامي سافر” محمّلًا الكيان الإسرائيلي مسؤولية التصعيد، ومؤكدًا تضامنه الكامل مع الشعب الإيراني. كما لم يتردد البيان في توجيه انتقادات قوية للمجتمع الدولي بسبب ما اعتبره “صمتًا متواطئًا”، متهمًا واشنطن بتوفير الغطاء السياسي والعسكري لهذه العمليات.
لكن سرعان ما ردّت جمعية الصداقة المغربية الإسرائيلية ببيان مضاد، وصف تصريحات “العدالة والتنمية” بأنها “مسيئة وغير مسؤولة”، معتبرة أنها تنم عن مواقف متطرفة “تتعارض مع قيم التعايش والانفتاح التي تبنتها المملكة”، وفق تعبيرها.
الجمعية لم تكتفِ بالرد، بل دافعت عن طبيعة العلاقة المغربية الإسرائيلية، معتبرة أنها “اختيار سيادي يخدم مصالح المملكة واستقرارها”، رافضة ما أسمته “محاولات الزج بالقضايا الخارجية في صراعات إيديولوجية داخلية لا تخدم المصلحة الوطنية”.
ويعيد هذا التراشق الحاد إلى الواجهة النقاش الساخن حول التطبيع والعلاقات المغربية الإسرائيلية، خاصة في ظل استمرار مواقف حزب العدالة والتنمية المعارضة له منذ توقيع اتفاقيات أبراهام أواخر 2020، رغم خروجه من الحكومة.
المتابعون للشأن السياسي يرون أن البيانين يعكسان صراعًا رمزيًا أعمق حول تمثلات المغرب لدوره الإقليمي، بين تيار يراهن على الانفتاح الإستراتيجي، وآخر يضع القيم الإيديولوجية ومواقف الممانعة في صلب خطابه السياسي.