تعيش العاصمة الاقتصادية، الدار البيضاء، على وقع دينامية عمرانية جديدة تفرضها أشغال إنجاز خط القطار فائق السرعة الذي سيربط مطار محمد الخامس بملعب بنسليمان، أحد المشاريع الاستراتيجية التي تعكس حجم التحول المنتظر في بنية النقل الجهوي.
ففي خطوة لافتة، شرعت السلطات المحلية بعمالة عين السبع الحي المحمدي، منذ صباح اليوم الإثنين، في تنفيذ قرارات هدم لعدد من الفيلات والمباني السكنية المحاذية للمسار المخصص للخط السككي الجديد. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن العملية جرت في أجواء هادئة، بعدما تم استكمال كافة الإجراءات القانونية المتعلقة بنزع الملكية، وتعويض المتضررين من طرف المكتب الوطني للسكك الحديدية.
هذه التحركات الميدانية لا تقتصر على منطقة بعينها، بل تشمل أحياء أخرى ضمن تراب جهة الدار البيضاء – سطات، مثل مديونة وسيدي حجاج، حيث تتواصل عمليات الإفراغ والهدم في إطار زمني محدد، بالتوازي مع مفاوضات جارية مع ملاك عقارات وأراضٍ تقع ضمن نطاق المشروع.
ويحمل المشروع بعدًا استراتيجيًا يتجاوز مجرد ربط نقطتين عبر سكة حديدية، إذ يُرتقب أن يُحدث خط القطار الجهوي السريع (RER) نقلة نوعية في الربط بين مختلف مراكز النشاط الحيوي بالجهة، خصوصًا مع تزايد الحاجة إلى بنية نقل عصرية تواكب النمو الديمغرافي والتحولات الاقتصادية.
ويراهن القائمون على المشروع على جاهزية هذا الخط في أفق المواعيد الدولية الكبرى التي سيستضيفها المغرب، وعلى رأسها كأس العالم 2030، ما يفسر الوتيرة المتسارعة التي تسير بها الأشغال، والتعبئة الكبيرة التي تبذلها السلطات المحلية لتذليل كل العقبات أمام هذا الورش الطموح.