جرى اليوم الثلاثاء، بمدينة مراكش ، تنظيم مهرجان خطابي تخليدا للذكرى الـ 70 لمظاهرة المشور بمراكش.
وتخلد هذه الذكرى اندلاع مظاهرة المشور بمراكش في مواجهة الوجود الاستعماري الغاشم تنديدا بما كان يخطط له من مؤامرة نكراء لنفي أب الأمة وبطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس.
وتم خلال هذا المهرجان الخطابي ، الذي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وجيش التحرير بشراكة مع المجلس الجماعي للمشور – القصبة والمجلس الجماعي لمراكش وفعاليات أخرى وعرف حضور بعض قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أو أراملهم أو أقاربهم ، إلقاء كلمات وشهادات تستحضر مضامين وأبعاد هذا الحدث الوطني المجيد وتبرز دوره في معركة الحرية والاستقلال.
وبهذه المناسبة ، قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، مصطفى الكتيري ، في كلمة تلاها نيابة عنه عبد الحميد المودن ، عن المندوبية ، إن هذه المناسبة تجسد محطة بارزة في مسار الكفاح الوطني ، الذي خاضه العرش والشعب في التحام وثيق دفاعا عن الحرية والاستقلال والوحدة.
وأبرز السيد الكتيري أن هذا الحدث، الذي اندلع في 15 غشت سنة 1953، يشكل صورة حية من صور النضال والتضحية والتصدي لمؤامرة السلطات الاستعمارية، مشيرا إلى أن هذا الحدث الوطني الوازن أسس لما سيأتي بعده من انتفاضات ومظاهرات شعبية.
وأضاف أن مظاهرة المشور أربكت حسابات المستعمر الذي تأكد من استحالة تنفيذ مخططاته وأدرك أن الشعب المغربي لن يتساهل مع من تسول له نفسه المس بمقدساته ومقوماته الوطنية، لافتا إلى أن هذه الذكرى ستظل سراجا منيرا يضيئ مسيرة الناشئة والشباب والأجيال الصاعدة.
وأكد في نفس السياق تعبئة وتجند أسرة المقاومة وجيش التحرير تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، دفاعا عن الوحدة الترابية للمملكة والمقدسات الوطنية.
من جانبه ، قال النائب الأول لرئيس مجلس جماعة المشور القصبة ، مصطفى مجدوبي ، في كلمة بنفس المناسبة ، إن تخليد هذه الذكرى هو وقوف وقفة تذكر لما وقع في هذا الحدث الوطني من نكران للذات وحب للحرية والاستقلال والتشبث بالعرش العلوي المجيد.
وأضاف أن تخليد هذه الذكرى ما هو إلا اعتراف وامتنان لما قدمه أبناء هذا الوطن من تضحيات بأرواحهم وأبنائهم للدفاع عن وحدة البلاد وعدم المساس بالمقدسات، مشيرا إلى أن مظاهرة المشور كانت من الشرارات الأولى في اندلاع المقاومة والوقوف ضد كل مؤامرات المستعمر.
من جهة أخرى، أكد ممثل المجلس العلمي المحلي بمراكش، أحمد غاوش، في نفس السياق، أن مظاهرة المشور شكلت نقطة تحول حاسمة في مسار نضال الشعب المغربي من أجل استرجاع سيادته واستقلاله التام ، مبرزا أن مدينة مراكش تشرفت باحتضان تلك المظاهرة الخالدة التي صدح فيها صوت الحق وتجلت فيها وطنية أبناء الشعب المغربي ، بالتفافهم حول ملكهم الشرعي وقائد مسيرة التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس.
وأشار إلى أن استحضار تلك الذكرى المجيدة يبعث على استلهام الدروس والعبر من أجل مواصلة مسيرة البناء والتنمية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، معتبرا أن إحياء هذه الذكرى هو التزام دائم على تنشئة الأجيال الصاعدة على حب الوطن.
وأكد على أن مظاهرة المشور تعد من أبرز المحطات التاريخية المشرقة في مسار الكفاح الوطني من أجل الاستقلال، مبرزا أن هذه المظاهرة كانت ردا شعبيا وصارما رافضا لمحاولة الاستعمار الفرنسي تنصيب سلطان غير السلطان الشرعي محمد الخامس.
وقال المقاوم الراشيدي اليعقوبي ، في كلمة باسم أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالمدينة الحمراء ، إن الحديث عن مظاهرة المشور بمراكش، هو حديث عن ماض وحاضر ومستقبل أمة ، مضيفا أن كفاح الشعوب بناء يرتفع، جيلا بعد جيل.
وأكد أن المهم ليس الاحتفال بالذكرى، بل تربية الأجيال القادمة على الأخلاق نفسها، وتأسيس مدرسة وأساتذة للأجيال الصاعدة، لافتا إلى أن أسرة المقاومة وجيش التحرير واعية، بأن ما ينتظر المغاربة هو جهاد أكبر، كما جاء في القول المأثور لأب الوطنية ، والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس.
وأبرز السيد اليعقوبي أن ثورة الملك والشعب كالشجرة الثابتة الأصل، والعميقة الجذور سقتها دماء الشهداء ، من نساء ورجال المقاومة ، من جميع فئات وشرائح الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد، مؤكدا أن ” هذه الثورة لم تنته بانتهاء فترة الاحتلال، بل تؤتي أكلها وتنشر ظلالها الوارفة، من أجل بناء، وإعلاء صروح الوطن الحر، والمستقل في ظل العهد الجديد الذي انبثق باعتلاء ، جلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه المنعمين “.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المهرجان الخطابي، الذي عرف حضور ممثلين عن السلطات المحلية، شهد تكريم بعض المقاومين وأعضاء جيش التحرير، فضلا عن تقديم الدعم والمساعدة الاجتماعية لبعض الفئات من أسر المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، حيث تم توزيع 53 إعانة مالية ، منها إعانة واحدة على أداء مناسك الحج ، وسبع إعانات برسم واجب العزاء و45 إعانة مالية كإسعاف اجتماعي.