كشف البروفسور عز الدين الإبراهيمي، مدير مختبر البيوتوكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، أن” المغرب تمكن من تلقيح أكثر من 10 في المئة من المواطنين المغاربة وفي ظروف وبائية مثالية مما يجعل المغرب في مصاف الدول العشرة الأولى حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، معتبرا أن ” هذا النجاح و كجميع الدول مقرون بالتسريع بوتيرة التلقيح الجماعي في سباق مع الزمن ومع انتشار السلالات المتحورة”.
وإعتبر الإبراهيمي، أن” التسريع يبقى مشروطا بالتوفر على كميات كبيرة من اللقاحات، منبها الى أن “الحرب ستستعر من أجل الوصول إلى اللقاحات و مؤشرات كثيرة تدل على ذلك و تفرض على المغرب أخذها بعين الاعتبار، فبالنسبة لللقاحات المستعملة حاليا بالمغرب، يظهر و كما كنا نخشاه فإن الضغط الكبيرعلى لقاح أسترازينيكا سيهدد تزويدنا به و للأسباب متعددة”.
وكشف الإبراهيمي، الأسباب في ارتفاع طلب الدول الأوروبية على هذا اللقاح و ضغطها على الشركة المصنعة و لاسيما بعد تراجع فرنسا و ألمانيا و دول أخرى أوربية عن قرراتها بعدم استعمال “أسترازينيكا” للأشخاص فوق 65 سنة”، موضحا أن ” القرارات تؤكد صحة وجهة نظر الخبراء المغاربة بخصوص فعالية “أسترازينيكا” على المسنين و مكنت من تلقيح الآلاف من المغاربة قبل الأوروبيين المسنين.
وأشار الإبراهيمي، الى أن” ارتفاع الطلب على لقاح “أسترازينيكا”، يقابله “بلطجية” أوروبا في الحفاظ على الجرعات المصنوعة ببلدانها، أخرها عملية “القرصنة” الايطالية الخميس الفائت، بعد منع إيطاليا تصدير ربع مليون جرعة من لقاح “أسترازينيكا” أنتجت في الاتحاد الأوروبي وكان من المفترض أن ترسل إلى أستراليا.
وطالب الإبراهيمي، لمواجهة هذه الظروف المتقلبة لسوق اللقاحات، باقتناء لقاحات أخرى و تنويع مصادرها، موضحا أنه “إذا كان من الصعب الحصول على لقاح جونسون أند جونسون لاحتكاره من طرف أمريكا و جنوب إفريقيا بعد انتهائها من التجارب، فإني أرى أنه توجد إمكانية للحصول على لقاحات أخرى، و أظن أننا نتوفر على نافذة لأقتناء لقاح سبوتنيك الروسي والذي أبان عن أمان و فعالية و نجاعة كبيرة من خلال التجارب السريرية المنشورة في أكثر من مقال و كذلك من خلال الترخيص له و التلقيح به في بلدان متعددة. كما يجب علينا كذلك التسريع بالحصول على 1.4 مليون جرعة المخصصة للمغرب في إطار برنامج كوفاكس لمنظمة الصحة العالمية، و أظن أنه يجب علينا إعطاء كل التراخيص اللازمة لاستيراد هاته “اللقاحات” إذا أمكن و في أقرب الأجال “.