بينما تتعالى صفارات الإنذار في مختلف المدن الإسرائيلية، لا تزال الأرقام تتسرب ببطء من وراء ستار الرقابة العسكرية المشددة.
وفي آخر حصيلة رسمية أعلنتها السلطات الإسرائيلية صباح الإثنين، أكدت حكومة الاحتلال مقتل 24 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 592 آخرين، في موجة غير مسبوقة من القصف الإيراني الذي بدأ مساء الجمعة.
إيران، التي تلقّت ضربة إسرائيلية وصفت بـ”الواسعة والنوعية” استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية، لم تنتظر طويلاً للرد.
وبحسب البيان الإسرائيلي ذاته، فإن طهران أطلقت أكثر من 370 صاروخًا باليستيًا، 30 منها أصاب الأراضي الإسرائيلية بشكل مباشر، وتسببت بخسائر بشرية ومادية لا تزال تفاصيلها محاطة بجدار من التعتيم الإعلامي.
الهجوم الإيراني جاء بعد عملية إسرائيلية استباقية نفذتها بالتعاون الاستخباراتي مع واشنطن، خلفت مقتل 224 شخصًا في إيران، بينهم علماء ومسؤولون عسكريون كبار، وأوقعت ما يفوق 1200 جريح.
رد طهران لم يقتصر على الصواريخ، بل شمل 11 موجة من الطائرات المسيّرة والصواريخ، وُصفت بالدقيقة والمنسقة، أصابت مواقع عسكرية ومنشآت حيوية إسرائيلية، بعضها في عمق الأراضي المحتلة.
وسائل إعلام عبرية اعترفت، على استحياء، بأن الجيش تلقى ضربات موجعة، لكن الرقابة العسكرية لا تسمح بالكشف عن المواقع التي طالها القصف ولا عن حجم الأضرار الكامل.
في المقابل، تتزايد الضغوط في الداخل الإسرائيلي، وسط انتقادات للحكومة التي دفعت البلاد نحو مواجهة مباشرة، حوّلت “حرب الظلال” المستمرة منذ سنوات إلى اشتباك مكشوف، قد لا يمكن احتواؤه بسهولة.
المنطقة تقف الآن على حافة تصعيد خطير، حيث لم تعد طهران وتل أبيب تكتفيان بالضرب تحت الطاولة، بل أصبحت الطاولة نفسها ساحة معركة.