تحل ذكرى ثورة الملك والشعب تزامنا مع مرحلة مهمة من تاريخ المغرب المعاصر، يستحضر فيها الجميع قيمة التلاحم بين المغاربة والعرش العلوي المجيد، وقوة الملكية في ضمان الاستقرار و التطور و النماء في المغرب، حيث تأتي الذكرى 68 لثورة الملك و الشعب، لتشهد ثورات جديدة يقودها جلالة الملك لتعميم التغطية الإجتماعية وتوفير اللقاحات بالمجان وتوفير العلاج للمغاربة والعناية بالمرضى وتسخير جميع الوسائل المادية واللوجستيكية لمواجهة مخاطر “كورونا”، ونزول الطب العسكري بأوامر من القائد الاعلى للقوات المسلحة الملكية للمساعدة في عمليات التطعيم والاستشفاء، وتستمر الثورات الملكية مع الشعب في تنزيل الإصلاحات القانونية للإدارة العمومية و مؤسسات الدولة وتشجيع الاستثمار وإصلاح مراكز الاستثمار، وتسريع وثيرة الإقلاع الصناعي بالمغرب.
وتتجلى الثورة الجديدة للملك و الشعب في تنزيل نموذج تنموي جديد، يتجه الى دخول المغرب في مصاف الدول المتقدمة، استمرارا للمشاريع و الأوراش الكبرى في تشييد موانئ و طرق سريعة ودخول القطارات السريعة للخدمة، واستقطاب شركات عالمية لتصنيع الطائرات و تصنيع السيارات لخلق فرص الشغل للمغاربة.
ويخوض المغرب ثورة جديدة، لتحقيق السيادة الصحية بإنتاج اللقاحات لمواجهة مخاطر الفيروسات، وتدعيم العلاقات مع الدول المتطورة في مجال الصناعات الدوائية، كما دخل المغرب ثورة ضد خصوم الملكية، والعمل على اجتثاث البوليساريو من الكركارات، ومواجهة التهديدات الإرهابية بحنكة وعمل استخباراتي مغربي أضحى يضرب به المثل عالميا.
ويشكل تخليد ملحمة ثورة الملك والشعب في ذكراها الـ68، مناسبة لاستحضار معاني ثورة وطنية متجددة لبناء وإعلاء صروح الوطن وصيانة وحدته الترابية، إذ يخلد الشعب المغربي، ومعه نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، في أجواء الحماس الوطني الفياض والتعبئة المستمرة، الذكرى الـ68 لملحمة ثورة الملك والشعب الغراء، التي جسدت أروع صور التلاحم في مسيرة الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي الوفي، بقيادة العرش العلوي الأبي في سبيل حرية الوطن واستقلاله ووحدته.
وعرف 20 غشت 1953، اندلاع ملحمة مباركة حينما امتدت أيادي المستعمر الغاشم إلى رمز السيادة الوطنية والوحدة وبطل التحرير والاستقلال والمقاوم الأول جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه، لنفيه وأسرته الملكية الشريفة وإبعاده عن عرشه ووطنه، متوهمة أنها بذلك ستخمد جذوة الكفاح الوطني وتفكك العرى الوثيقة والترابط المتين بين عرش أبي وشعب وفي.
إلا أن هذه الفعلة النكراء، كانت بداية النهاية للوجود الاستعماري وآخر مسمار يدق في نعشه، حيث وقف الشعب المغربي صامدا في وجه هذه المؤامرة الدنيئة، مضحيا بالغالي والنفيس في سبيل عزة وكرامة الوطن، وصون سيادته وهويته وعودة الشرعية والمشروعية بعودة الملك الشرعي مظفرا منتصرا حاملا لواء الحرية والاستقلال.
وكانت ثورة الملك والشعب محطة تاريخية بارزة وحاسمة في مسيرة النضال الوطني، الذي خاضه المغاربة عبر عقود وأجيال لصد التحرشات والاعتداءات الاستعمارية، فقدموا نماذج رائعة وفريدة في تاريخ تحرير الشعوب من براثن الاستعمار، وأعطوا المثال على قوة الترابط بين مكونات الشعب المغربي، بين القمة والقاعدة، واسترخاصهم لكل غال ونفيس دفاعا عن مقدساتهم الدينية وثوابتهم الوطنية وهويتهم المغربية، و ملحمة ثورة الملك والشعب لها في قلب كل مغربي مكانة كبيرة ومنزلة رفيعة لما ترمز إليه من قيم حب الوطن والاعتزاز بالانتماء الوطني والتضحية والالتزام والوفاء بالعهد وانتصار إرادة العرش والشعب.