اعتبر أستاذ القانون الدستوري بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، عبد العالي بوزوبع، أن ترشيد زمن الإنجاز على صعيد العمل الحكومي يقع في صلب الصيغة الجديدة للحكومة بعد إعادة هيكلتها.
وذكر الباحث الجامعي، تعليقا على الحدث، بأن إعادة هيكلة المؤسسة الحكومية أمر وارد في الديموقراطيات، وغايته إعادة الثقة لدى المواطنين، الذين سيقولون كلمتهم في مستوى الأداء الحكومي خلال الاستحقاقات المقبلة.
وفي السياق المغربي تحديدا، أوضح عبد العالي بوزوبع أن الصيغة الجديدة للحكومة بعد إعادة هيكلتها تنزيل لاستراتيجية ملكية تقوم على تطعيم الفريق الحكومي بكفاءات من خارج الأغلبية الحزبية، مسجلا أن هذه العملية التي أعلن عنها أمس الأربعاء كانت منتظرة بالنظر إلى مظاهر عدم الانسجام التي طبعت بعض القطاعات وضعف أداء بعضها.
وشدد على أن تعزيز الإطار الحكومي بكفاءات مشهود لها مسألة عادية في الديموقراطيات العريقة مبرزا أن الرهان المعلق على إعادة الهيكلة يتمثل أساسا في ترسيخ دينامية الانسجام والتكامل عبر تقليص القطاعات وبالتالي ترشيد وتثمين الزمن الحكومي على مستوى صناعة القرار وتنفيذ البرامج. كما يستجيب هذا الحدث، حسب الباحث الجامعي، للإرادة في الانفتاح على المجتمع وإدماج طاقاته غير المحزبة ضمن مسارات تدبير الشأن العام.
وبخصوص الأجندة المطروحة أمام الحكومة في صيغتها الجديدة، رأى عبد العالي بوزوبع أن إكراه الزمن قائم وأن المطلوب الانكباب على تفعيل البرامج المسطرة في مختلف القطاعات، وخصوصا ذات الطابع السوسيو اقتصادي، التي لا تقبل مزيدا من الانتظارية. كما أن الفريق الحكومي مطالب بأن يجسد صورة أكثر إيجابية لمبدأ الانسجام الحكومي والعمل في اتجاه واحد تحقيقا للمصالح العامة التي تعلو على الاستقطاب الحزبي.
يذكر أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، استقبل أمس الأربعاء بالقصر الملكي بالرباط، رئيس الحكومة وأعضاء حكومة جلالة الملك في صيغتها الجديدة بعد إعادة هيكلتها.