حجز المغرب 9 بطاقات ترشيح ضمن جوائز الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف أواردس”، في إنجاز يعكس التطور الكبير الذي تشهده الرياضة المغربية، سواء على مستوى الرجال أو النساء.
وبينما يبرز اسم أشرف حكيمي كمرشح مغربي وحيد لجائزة أفضل لاعب إفريقي، فإن معظم الترشيحات المغربية تركزت في فئة السيدات، وهو ما يفتح باب النقاش حول مستقبل كرة القدم النسوية في المغرب.
لا شك أن وجود أشرف حكيمي في القائمة النهائية لأفضل لاعب إفريقي يعكس قيمة اللاعب ليس فقط على المستوى القاري، بل أيضًا على المستوى العالمي.
مدافع باريس سان جيرمان المغربي أثبت نفسه كنموذج للاعب المتكامل، بفضل مهاراته الدفاعية والهجومية. وصول حكيمي إلى هذه المرحلة النهائية رغم المنافسة الشرسة يؤكد أنه بات رمزًا للجيل الذهبي المغربي الذي أبدع في كأس العالم 2022.
لكن اللافت أن حكيمي هو المرشح الوحيد من المغرب في جوائز الرجال. هل يعكس ذلك تحديات في تطوير المواهب الشابة على مستوى الذكور؟ أم أن الأمر مجرد صدفة تتعلق بالموسم الكروي؟
الترشيحات المغربية في فئة السيدات تُبرز مسارًا مختلفًا. من أفضل لاعبة، إلى أفضل لاعبة شابة وحارسة مرمى، وأفضل لاعبة محلية، وحتى أفضل منتخب وأفضل مدرب، تبدو كرة القدم النسوية المغربية في أوج تألقها. هذه الترشيحات ليست صدفة، بل هي نتيجة استراتيجية واضحة بدأت تؤتي ثمارها، بفضل استثمارات كبيرة وجهود مبذولة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
على سبيل المثال، الترشيح المزدوج لضحى المدني وسناء مسعودي في فئة أفضل لاعبة محلية يعكس تطور المنافسة المحلية وارتفاع جودة اللاعبين. كذلك، وجود خديجة الرميشي ضمن المرشحات لأفضل حارسة مرمى هو إشارة إلى العمل الجاد على صقل مواهب الحراسة النسوية.
احتضان مدينة مراكش لحفل الجوائز للمرة الثانية تواليًا يعكس مكانة المغرب كوجهة رياضية وثقافية. هذا الاختيار لا يعزز فقط صورة المغرب على المستوى القاري، بل يدفع أيضًا نحو مزيد من التركيز على تطوير البنية التحتية الرياضية.
التساؤل الرئيسي الذي يطرح نفسه هنا: هل يمكن أن تتحول هذه الترشيحات إلى فوز يكرّس مكانة المغرب في قمة كرة القدم الإفريقية؟ ومن جهة أخرى، كيف يمكن استغلال هذا النجاح النسوي لدعم كرة القدم النسوية على المستويات الشعبية والاحترافية؟
بينما ننتظر الإعلان عن الفائزين يوم 16 ديسمبر، يظل المغرب في قلب الحدث، متألقًا بين الماضي، الحاضر، والطموح نحو المستقبل.