جواز السفر هوية دولية للأشخاص، وأي تلاعب بها يؤثر سلبا على حركية وانسياب البشر في العالم، وله قيمة رمزية كبيرة، ولهذا توجد منظمة تقدم تصنيفا لجوازات السفر من حيث المصداقية، وكلما نزل الجواز نقطا إلى الأسفل كلما أصبح حامله متهما في نظر الجمارك وعناصر الأمن في المطارات، وكلما ارتفعت نقطه كلما كان حامله أقل شبهة من غيره، وعندما يصبح الجواز لعبة في يد الأغراب يتحول إلى أداة للنصب والاحتيال بل إلى آلية لتهديد السلام الدولي.
أول أمس الأربعاء أكد الأمن الإسباني أن حامل جواز السفر الجزائري محمد بنبطوش، ليس سوى إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، التي تعتبر في نظر عدد كبير من الإسبانيين منظمة إرهابية، لأنها تسببت في مقتل كثير من الإسبان منذ سبعينات القرن الماضي، بل إن إبراهيم غالي نفسه متهم في هذه الجرائم وجرائم أخرى وهو مبحوث عنه من قبل القضاء الإسباني.
لن نقف هنا عند التواطؤ الواضح من قبل جهات إسبانية مع زعيم المرتزقة، الذي تسبب استقباله في توتر العلاقات بين البلدين، واضطر وزيرة الخارجية الإسبانية لتقديم توضيحات للمغرب، بل إفلاته من العقاب، خصوصا وأن الذين قبل القضاء الإسباني شكاواهم كلهم إسبان أو من ذوي الضحايا، الذين قتلتهم الجبهة، ولكن سنقف فقط عند جواز السفر، الذي يحمله إبراهيم غالي، الذي خان وطنه المغرب وباع هويته مقابل اسم محمد بنبطوش.
كل قيادات البوليساريو من الصف الأول والثاني والثالث وغيرها بل كل عناصر البوليساريو لا يسافرون إلا بجوازات سفر جزائرية، وما يسمى تمثيليات الجبهة في بعض الدول يقودها مرتزقة بباسبورات جزائرية، وجميع عناصر الجبهة الذين يسافرون للدراسة في الخارج وخصوصا في كوبا في وقت سابق، يحملون جوازات سفر جزائرية، لكن غالبية المحتجزين بدون هوية ويحملون فقط بطاقة انتماء لجبهة البوليساريو كي لا يغادروا المخيمات ويبقوا وسيلة للابتزاز.
ما تم الكشف عنه بخصوص إبراهيم غالي، المغربي العاق، المنتحل صفة الجزائري محمد بنبطوش، ليس جديدا فالتزوير في الجوازات الجزائرية أصبحت عملة رائجة، وقادة البوليساريو من أكبر المستفيدين من هذه الجوازات، ويمارسون بها التزوير والتهريب، وقد تم أخيرا الكشف عن شبكة لتهريب السيارات من إسبانيا، بجوازات سفر جزائرية حمراء بما يعني أن التزوير لا حدود له.
هذا الجواز الذي هو محل شبهة اليوم يمكن استعماله في كافة الأغراض التخريبية، وعلى العالم أن يتعاطى معه من موقع الشبهة، لأن هذا الجواز قد يكون اليوم هو أداة انتقال وتنقل العناصر الإرهابية من مكان إلى آخر، وتأكد تعامل المخابرات الجزائرية مع بعض الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل والصحراء قصد توظيفها في الصراعات بالمنطقة ولا ننسى أنهما اتفقا على تنفيذ عمليات إرهابية في المغرب كما تم تسريبه.
إذن جواز من هذا النوع ينبغي أن يبقى موضع شبهة من قبل الأمن الدولي حتى لا يتم استغلاله من قبل الإرهابيين والعصابات، بمعنى حامله “متهم” حتى تتأكد براءته.