أربكت السلالات المتحورة الجديدة لـ”كورونا” الحالة الوبائية في المغرب، وخلقت السلالات “قلقا” كبيرا بين الأوساط الصحية و المجتمعية، خوفا من ضرب الوضعية الوبائية وتفاقم حالات الإصابة، كما توجس الكثير من المغاربة من عودة الحجر الصارم مع اقتراب شهر رمضان الكريم، منعا لأي تفشي جديد للوباء وضرب عمليات التلقيح عرض الحائط.
و يتجه أرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب ، الى خوض إضراب وطني عن العمل لمدة 48 ساعة، إحتجاجا على سياسية الإغلاق الحكومية، وتهميش المهنيين في أي إجراءات و “قبر” الحوار و التشاور مع أرباب المقاهي و المطاعم”.
وحمل اجتماع الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم بالمغرب، التأكيد على التصعيد ضد الحكومة وقراراتها، حيث قرر أرباب المقاهي الدخول في إضراب وطني يومي الاثنين والثلاثاء ، فيما تم ترك الحرية لبعض الأقاليم لاختيار الوقت المناسب للإضراب”، و عبر المهنيين ” عن تذمرهم من قرارات الحكومة القاضية بالاستمرار في العمل بتوقيت الإغلاق نفسه، إلى جانب عدم تدخلها لإنصافهم من حيث الضرائب المحلية التي أثقلت كاهلهم”.
ودخل أرباب المقاهي والمطاعم ، في مرحلة أضحوا فيها غير قادرين على مواجهة الرسوم الجبائية المفروضة عليهم من لدن الجماعات المحلية، ويستغربون عدم تدخل السلطات الحكومية لإنصافهم من هذا الوضع”، وبدأ المهنيون في القطاع بمدينة مريرت خوض إضرابهم بشكل مبكر، حيث أغلقت المقاهي أبوابها اليوم الثلاثاء في وجه روادها، وذلك احتجاجا على الحكومة وقرارتها.
وعبرت الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم عن استغرابها عدم تدخل وزارة الداخلية لدى رؤساء الجماعات الذين يطالبون المهنيين بمراجعات لرسم المشروبات، كما تمت مطالبتهم بـ100% من رسم الاستغلال المؤقت للملك العام، و100% عن اللوحات الاشهارية، و100% عن الرسم المهني.
ولفتت الجمعية في بيان سابق لها إلى أنها كانت تنتظر خلال هاته الجائحة أن يتم إعفاء المهنيين من بعض الرسوم أو خفضها إلى النصف، انسجاما مع الإجراءات القاضية باستغلال 50% من الطاقة الاستيعابية، وانسجاما كذلك مع الإجراءات الأخرى، كمنع عرض مباريات كرة القدم في المقاهي وتقليص ساعات العمل.
و خرج أعضاء اللجنة العلمية للتلقيح، للتحذير من مخاطر “التساهل والتسيب” أمام وباء “كورونا”، منبهين من مظاهر الإستهثار بالتدابير الوقائية و الإحترازية ضد الفيروس، والتعامل مع تخفيف القيود بمجموعة من المناطق ، بنوع من “التسيب” في ترك الكمامات وعدم تعقيم اليدين والتخالط والعناق و تبادل السلام بالأيدي، الأمر الذي فجر أرقاما جديدة دخلت في صفوف الحالات الحرجة، ورفعت من أعداد المصابين بالفيروس مما يهدد بضرب الحالة الوبائية من جديد، مع تهديدات الموجات الثالثة المتحورة ” لكورونا”.
وكشف رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية والفدرالية الوطنية للصحة، عن ارتفاع حالات الإصابات الحرجة بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، وهو ما يعني استمرار الخطر الوبائي في المغرب عكس ما يعتقد كثير من الناس، في تصريح لوسائل اعلامية، منبها ونبه إلى أن “كثيرا من الكثير اختلط عليه الامر بين الوباء و الزكام الموسمي”.
من جهته كشف البروفيسور عز الدين الابراهيمي، أن مابين 25 إلى 30 في المائة من المغاربة طوروا مناعة طبيعية بإصابتهم بفيروس كورونا، وذكر الابراهيمي في تدوينة نشرها على حسابه بموقع فيسبوك أن 12 في المائة من المغاربة طوروا أو سيطورون مناعة مكتسبة باللقاح، مشيرا الى أن غالبية الأشخاص في وضعية هشة لقحوا بالمغرب.
وأضاف عضو اللجنة العلمية والتقنية، أن جميع المغاربة أقل من 60 سنة و بصحة جيدة لا يطورون الأعراض الحرجة، مضيفا أن 50 في المائة من المغاربة يلتزمون بالإجراءات الاحترازية، واسترسل الابراهيمي بالقول :”نعم و بكل جرأة…. و في رأيي الشخصي العلمي المتواضع و ليس التدبيري… و إن لم نتوصل بأي لقاح و لو لأسابيع… أظن أنه من الممكن أن نجعل من بداية شهر الصيف إن شاء الله، هدفا منطقيا لتخفيف جل القيود و الحفاظ على حالة وبائية متحكم بها، داعيا الجميع الى تجديد العزم لمواجهة الكوفيد لثلاثة شهور المقبلة بالالتزام بالإجراءات الاحترازية، و التعاضد و التضامن الاجتماعي حتى لا نضيع الصيف و “لبنه” … و نربح تنافسية اقتصادية كبيرة لمغرب أفضل و الذي من حقنا أن نحلم به”.
واعتبر خبراء، أن ” التخوف يأتي في ظل تأخر تزويد بلدنا بالشحنات الإضافية للقاح المضاد لفيروس “كورونا المستجد ومشارفة الحملة الوطنية للتلقيح على إنهاء المخزون الحالي من اللقاح، وبالتالي توقف الحملة جزئيا إلى غاية توريد شحنات أخرى، و أن قطاع الصحة يعيش حاليا على إيقاع أزمة متجددة، بفعل النكوص الذي تعرفه تسوية الملفات المطلبية الخاصة بالأطر الصحية؛ وفي مقدمتها الملفات الأربعة ذات الأولوية والمتوافق بين وزارة الصحة والنقابات الصحية القطاعية.