مع تصاعد التوتر على طريق الشحن البحري الأسرع والأقل كلفة بين آسيا وأوروبا، تبدو خيارات الغرب للرد على هجمات المتمردين اليمنيين في البحر الأحمر، محدودة، وفق خبراء يؤكدون أن خيارا عسكريا ضد الحوثيين في اليمن قد لا يفضي إلى النتائج المرجوة.
وعقب نشر بوارج أميركية وبريطانية وفرنسية في المنطقة، سارعت الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف بحري يضم أكثر من 20 بلدا لحماية حركة الملاحة، فيما كثفت دول غربية تحذيراتها للمتمردين اليمنيين، من دون تحديد طبيعة خطواتها المحتملة.
ويعتبر الأستاذ المشارك في جامعة أوتاوا الكندية للشؤون العامة والدولية توماس جونو أن التحالف البحري “أفضل الخيارات السيئة في هذه المرحلة”.
ويرى مدير قسم شؤون شبه الجزيرة العربية في معهد الشرق الأوسط جيرالد فايرستاين أن “الخيار الأفضل هو مواصلة العمليات الدفاعية… حتى انتهاء النزاع في غزة”.
على مدى الأسابيع السبعة الماضية، شن الحوثيون أكثر من 25 عملية استهداف لسفن تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو مت جهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامن ا مع قطاع غزة الذي يشهد حرب ا مع إسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
الباحث فايرستاين، وهو سفير أميركي سابق لدى اليمن، يرى أن “عمليات عسكرية هجومية في اليمن ستؤدي إلى نتائج عكسية”.
ويلفت إلى أن الحوثيين “يعتقدون أن صراعا مفتوحا مع الولايات المتحدة دعما للفلسطينيين، سيكسبهم دعما داخليا وسيعزز صورتهم كعنصر أساسي في +محور المقاومة+” الذي تقوده إيران في المنطقة.
ويوافقه جونو الرأي، موضحا أن ضربات جوية محدودة ضد مواقع عسكرية حوثية “لن تحدث أضرارا كبيرة” إنما “ستدعم بشكل كبير خطاب الحوثيين عن مقاومة” الولايات المتحدة وإسرائيل.
أما عن إمكانية شن ضربات واسعة النطاق، فيرى جونو أن “من شأنها أن تسبب ضررا أكبر لكن ها قد ت غرق الولايات المتحدة في صراع جديد مكلف”.
ويرى الباحث اليمني غير المقيم في معهد “تشاتام هاوس” فارع المسلمي أن ضربة عسكرية على الحوثيين لن تكون “مجدية”، مشيرا إلى أن “اليمن ضخم جغرافيا” والحوثيين يتمتعون بـ”قدرات عسكرية قوية نوعا ما”.