عشية اليوم الخميس أجرى جلالة الملك محمد السادس محادثة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو شانسيز، وذلك بعد فترة قصيرة من الرسالة التي تلقاها جلالته من المسؤول الإسباني، التي أوضح فيها أن الحكومة الإسبانية قررت دعم مخطط الحكم الذاتي، وترى أنه بعد 46 سنة من الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية أنها لن تبقى بعيدة عن مسار حل المشكل، وهذه الرسالة تنسجم وروح خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ذكرى ثورة الملك والشعب، وتستجيب لنداء جلالته بـ ” تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين “.
وتترى المواقف الدولية الداعمة لجهود المغرب في إيجاد حل للأزمة، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية اعترفت في وقت سابق بمغربية الصحراء، معلنة عن دعم مخطط الحكم الذاتي، وهو ما أكدته وزارة الخارجية الأمريكية في بيانها الصادر خلال زيارة أنتوني بلينكن للمغرب في الأيام الأخيرة حيث أكدت على جدية الحكم الذاتي.
وأثمرت الجهود الديبلوماسية لجلالة الملك افتتاح أكثر من 20 قنصلية بالأقاليم الجنوبية وأساسا بالعيون والداخلة وآخرها تمثيلية قنصلية لست دول من بحر الكراييب، وجاءت هذه القنصليات اعترافا بالثقة التي يحظى بها جلالة الملك قاريا ودوليا ودور المغرب في إقرار السلم العالمي وحماية الأمن الدولي.
وجسد افتتاح القنصليات الإقرار بصواب الطرح المغربي وإيمان عشرات الدول بـأن المغرب جاد في طرحه وفي سعيه الحثيث قصد إيجاد حل مناسب للصراع المفتعل في الصراع.
ولا تقف الجهود الديبلوماسية لجلالة الملك عند حد، فبعد الأزمة مع ألمانيا، والتي تم خلالها سحب سفيرة المغرب من ألمانيا، احتجاجا على بعض السلوكات غير اللائقة، غير أن ما نتج بعد ذلك كان مهما بالنسبة للمغرب، حيث أعلنت برلين قرارها دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
ومن آخر الفتوحات الديبلوماسية لجلالة الملك هو اعتراف إسبانيا بجدية مقترح المغرب المتجسد في الحكم الذاتي، وشكل هذا الاعتراف ضربة قوية للنظام الجزائري، الذي صرف الملايير كأي مقامر في قضية ليست قضيته، لكنه بفضل الصبر الاستراتيجي للمغرب بدأ في الاختناق دوليا.