تشهد غزة دمارًا غير مسبوق في تاريخ النزاعات الحديثة، حيث أدى الصراع المستمر منذ سبعة أشهر بين إسرائيل وحماس إلى مقتل أكثر من 34,000 شخص وتسبب بمستويات كارثية من الجوع والإصابات.
بحسب الأبحاث التي أجراها كوري شير من جامعة مدينة نيويورك، استنادًا إلى صور الأقمار الصناعية، فإن الدمار في غزة “غير مشابه لأي شيء قمنا بدراسته من قبل”. دخلت الدبابات الإسرائيلية مؤخرًا إلى رفح، آخر بؤرة سكانية لم تصلها القوات البرية الإسرائيلية حتى الآن، مما زاد من حدة الدمار الذي خلفته الحرب.
غزة، التي تُعتبر من المناطق ذات الكثافة السكانية الأعلى في العالم، كان يسكنها حوالي 2.3 مليون شخص قبل الحرب في مساحة لا تتجاوز 365 كيلومترًا مربعًا. تظهر البيانات أن حوالي 56.9% من المباني في القطاع قد تضررت أو دمرت بالكامل حتى تاريخ 21 أبريل.
الدمار الذي تعرضت له مدينة غزة، التي كانت تأوي 600,000 نسمة قبل الحرب، يعكس الوضع المأساوي حيث تضررت أو دمرت نحو 74.3% من مبانيها.
من المؤسسات التي تأثرت بشكل كبير، المستشفيات التي تعرضت لهجمات متكررة من قبل القوات الإسرائيلية، والتي اتهمت حماس باستخدامها لأغراض عسكرية – اتهام تنفيه حماس. تشير التقارير إلى أن حوالي 60% من المنشآت الصحية قد تضررت أو دُمرت في الأسابيع الستة الأولى من النزاع.
المدارس أيضًا لم تسلم من الدمار، حيث أفادت يونيسف بأن 408 مدارس قد تضررت، وهو ما يمثل 72.5% من المنشآت التعليمية في القطاع. وتحتاج غالبية هذه المدارس إلى إعادة إعمار كبيرة لتعود للخدمة.
المساجد كذلك لم تنج من الأضرار، إذ أظهرت البيانات أن 61.5% منها تضررت أو دُمرت. الصورة الكاملة للدمار تظهر مدى شدة النزاع وتأثيره على البنية التحتية والحياة اليومية لسكان غزة، وتحتاج المنطقة إلى جهود إعادة إعمار هائلة لاستعادة ما فُقد.