في الرابع عشر من فبراير عام 2004، احتضن ملعب رادس الأولمبي في تونس لحظة تاريخية، حيث شهدت المباراة النهائية للبطولة. كان يومًا خالدًا، حيث اجتمع 70,000 مشجع ليشهدوا عرضًا رياضيًا استثنائيًا. ورغم فوز “نسور قرطاج” باللقب، إلا أن الفخر بالوصول إلى النهائي استمر بالعيش في ذاكرة الجماهير المغربية.
كان اللقاء يومًا تاريخيًا، حيث تقدم المنتخب التونسي بالهدف الأول في الدقيقة الخامسة. ورغم ذلك، استعاد “الأسود” توازن المباراة بعد تسجيل هدف رائع في الدقيقة الثامنة والثلاثين، ليصبح التعادل هو السيد الأمور.
وفي النهاية، انتهت المباراة بفوز تونس، ما منح المدرب لومير روجيه لقب الفوز ببطولتين قاريتين مختلفتين، بعد فوزه في بطولة أوروبا مع المنتخب الفرنسي في عام 2000.
وعلى الرغم من الخسارة، لم تفسد هذه الهزيمة فرحة الإنجاز للجماهير المغربية. احتشد الآلاف في شوارع المدن المغربية، معبرين عن فرحهم بالإنجاز التاريخي الذي حققه الجيل الشاب بعد 28 عامًا من آخر تتويج.
وفي استقبال رسمي، كرم جلالة الملك محمد السادس نصره الله، الفريق ومدربه بوسامات ملكية، ليظهروا بعدها في جولة فخمة في شوارع أكادير، حيث عبروا عن حب الشعب للكرة واشتياقهم للفوز، رغم أن اللقب ذهب إلى تونس.
تألق الجيل الذهبي للمنتخب المغربي في عام 2004، والذي اختاره المدرب بادو الزاكي برؤية ثاقبة، كان محورًا للإشادة. ورغم أنهم خسروا النهائي، إلا أن إسهاماتهم ساهمت في نشر روح التفاؤل والإصرار في قلوب الجماهير.
واستمرت أسماء مثل يوسف مختاري ويوسف حجي في التألق في البطولة، حيث احتلوا قائمة الهدافين، ورغم أن اللقب لم يكن للمغرب في تلك اللحظة، إلا أن هذا الجيل لا يزال يطارد حلم اللقب القاري الثاني للبلاد وفي نسخة يمني الجمهور المغربي أن تكون تكميلة لنسخة رادس، لكن بنهاية سعيدة.