اتهم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة و الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، جهات و أحزاب تستعمل المال لمواجهة “البيجيدي”، واصفا المواجهة ضد حزب العدالة والتنمية، بـ “الحرب القذرة” من طرف خصوم استعانوا بالأموال من أجل النيل من الحزب”، حيث دعا العثماني، أعضاء حزبه إلى مواجهة ، ما أسماه “حملات التيئيس والتبخيس والتدليس”.
ولمح العثماني في خطابه أمام حشد من اعضاء حزبه، الى وجود منافسة شرسة ضد حزبه يقودها المتزعمين لها بـ”المال”، في إشارة الى حزب أخنوش وضمه لرجال الأعمال، حيث اعتبر رئيس الحكومة، أن” العنصر الأساسي في النضال هو حب الوطن وخدمته، والنزاهة في تدبير الشأن العام، والحرص على المال العام”.
وحول صراح الأحزاب والأغلبية الحكومية، اعتبر العثماني، أن الفاعل السياسي يجب أن يكون في قلب المعارك الحقيقية للوطن، مؤكدا أن النضال يجب أن يكون بمنطق وطني متسامي عن الخلافات الضيقة، حيث شدد العثماني، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الوطني حول الجهوية المتقدمة، نظمه حزب العدالة والتنمية بمدينة القنيطرة امس الأحد، على أن الحزب لا يأخذ بعين الاعتبار المنطق الحزبي الضيق، لكنه في نفس الوقت يدافع عن نفسه إذا هاجمه أحد، قائلا “”كفاش واش مندافعوش كاع”، “واحد يبرك عليك كاع..أو متكول أح.. ميمكنش”.
وصاح العثماني، ضروري أن ندافع عن أنفسنا، لأن الدفاع عن أنفسنا في الحق ووفق القانون حق تجاه بلدنا، لأن الأمور يجب أن تسير وفق المنطق السياسي السليم، ونبه العثماني، إلى أن الشعب المغربي ذكي، وأكدت انتخابات 2016، أنه يراقب ويقيم، لذلك فكل الأمور التي تأتي بالبلطجة والتدخلات غير المنطقية، لن تجدي نفعا.
وكشف رئيس الحكومة، في لقاء مع مهندسي حزبه أول أمس، أن ” هناك من يريد لعجلة التنمية أن تتوقف، ولذلك يمارس البلطجة والشغب دون مبرر، ودعا العثماني المعارضة إلى “ممارسة المعارضة بالطرق النزيهة والشريفة والقانونية”.
وعاد العثماني، للترويج لمؤشر مناخ الأعمال، ومحاولة انتزاع نجاح المؤشر الى تدابير حكومته، قائلا أن المؤشر مكن المغرب من احتلال مراتب متقدمة، كما أصبح المغرب أكبر دولة إفريقية جاذبة للاستثمار”، معتبرا ” أن هذا التتويج يأتي كنتيجة للجهد الكبير الذي بذلته العديد من المؤسسات، ومن ضمنها الحكومة ومؤسسة البرلمان ومجالس الجهات وباقي الشركاء والمتدخلين”.
واعترف العثماني، أن مهمة الحكومة دعم الفئات الهشة والفقيرة، ودعم القدرة الشرائية، مبينا أنه رغم الكلفة الكبيرة لصندوق المقاصة، إلا أن الحكومة لا تعتزم إلحاق الضرر بالطبقة الفقيرة وتضع في أولوياتها مساعدة الفئات الهشة، مؤكدا أنه” لن يتم رفع قيمة الغاز ما لم تتوفر لدينا ضمانات على أن الفئات الفقيرة لن تتضرر من الزيادة”.
ودعا العثماني، إلى الاهتمام بالسياسة ومناصرة أصحاب المشاريع الجادة، والأيادي النظيفة، وعدم مغادرة الساحة السياسية أو تركها فارغة أمام من لا يرغبون سوى في خدمة مصالحهم الخاصة، موضحا ” أن العدالة والتنمية رغم مكوثه 14 عاما في المعارضة، من 1997 إلى 2011، إلا أن ذلك لم يمنعه من التصويت بنعم على 80 من القوانين التي عُرضت في البرلمان، وتقديم الكثير من التعديلات، تقديما منه لمصلحة البلاد على أي حساب آخر، معتبرا أنّ المعارضة البناءة المواطنة تسمو فوق التموقعات الحزبية والانتماءات الضيقة.