لم يكن أحد من سكان جماعة ميات، بضواحي قلعة السراغنة، يتوقع أن تنتهي قصة اختفاء الرجل الخمسيني بهذه الطريقة المفجعة. الرجل، الذي اختفى منذ أيام دون أثر، كان حديث الأهل والجيران، قبل أن يتحول غيابه إلى صدمة جماعية بعد العثور عليه جثة في حالة تحلل، وقد نهشت الكلاب الضالة جزءًا من جسده.
الظهيرة كانت ثقيلة على الجميع، حين توصلت عناصر الدرك الملكي بإشعار من العائلة التي أعربت عن قلقها من الغياب الطويل وغير المعتاد. لم تمضِ ساعات طويلة حتى أسفرت عمليات البحث عن المشهد الذي لم يحتمله من حضروا: جسد هامد ملقى وسط الخلاء، تحيط به آثار قسوة الطبيعة وإهمال البشر.
الرجل الذي كان بالأمس يمشي بينهم، أصبح اليوم حديثهم بصيغة الغائب، ليس فقط لكونه فارق الحياة، بل للطريقة المفزعة التي رحل بها. كلاب سائبة، ظلت تسرح بلا حسيب، وجدت في جسده وجبة، بينما ظلت السلطات لعقود عاجزة عن حل هذا الخطر الزاحف.
تم نقل الجثمان إلى مستودع الأموات، حيث ستحدد نتائج التشريح الطبي ظروف الوفاة، في انتظار ما إذا كانت وفاة عادية سبقتها أيام من التيه والبرد، أم أن هناك أسبابًا أخرى تقف وراء هذا الرحيل القاسي.
بين الصدمة والحزن، لا تزال الأسئلة تتردد في الأذهان: كيف يموت إنسان بهذه الطريقة؟ من يحاسب على هذا الإهمال؟ ومتى تلتفت السياسات العمومية إلى الهامش حيث يموت الناس في صمت، وتنهشهم الكلاب بعد الموت؟