“اش طاري 24” تنقل وقائع وتدريبات وحياة 150 مجندة بالمركز العسكري بتمارة
طارق ضرار
تساءل صاحب سيارة الأجرة..الى أين الوجهة..كان الجواب..قشلة العسكر للإناث…أخذت السيارة تشق طريقها نحو شارع الحسن الثاني وسط مدينة تمارة..”العسكر مزيان للشباب سيجعل منهم رجال والفتيات سيصبحن قويات “…هكذا تحدث إلينا سائق الطاكسي….
وصلنا صباحا الى “القشلة” بمركز التكوين للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية، بالباب يقف شرطي مرور وجنديان من “البوليس العسكري”، بتحية وأدب تم استقبالنا والسؤال عن وجهتنا…كان الجواب أنا صحفي وصديقي المصور ، جئنا من أجل ربورطاج حول التجنيد العسكري، طلب منا الإنتظار دقيقة للإتصال بالمسؤول العسكري المكلف باستقبالنا، حضر مسؤول عسكري اعتقد أنه يحمل رتبة “كومندو” سألنا عن إسمينا والمنبر الصحفي، بينما كان يطالع لائحة تضم أسماء معينة وأرقام البطائق الوطنية الخاصة بكل إسم، قبل أن تقع عيناه على أسمينا مدونان باللائحة التي توصل بها من قيادته، في شكل يحيل على التنظيم الجيد والمحكم وتنظيم العلاقة مع الصحافة والإعلام، طلب منا ولوج المركز واللحاق به، تسارعت الخطوات وارتفعت معها نبضات القلب، كان المشي سريعا وكنا خلفه نلاحقه، تحدث الينا “ربما أنا أسرع شيئا ما” أجبناه “لا عليك تلك طبيعة الجندي”.
الجنرال والمجندين…توجيهات الإنضباط العسكري
أصوات تتعالى في سماء ساحة المركز العسكري، وفتيات يرتدين اللباس العسكري، يقفن بنظام وإنتظام، يضربن بأرجلهن على الأرض في حركة عسكرية تدل على القوة والإنضباط، بعدما قدمن في صفوف متراصة جريا وبقوة يرتدين أحذية عسكرية ثقيلة، وبذل عسكرية، في إنتصار على “الأنوثة” وتحدي وتطلع نحو المستقبل بعيون جادة ومتحمسة لخدمة وطنها وملكها…كانت الحركات سريعة ترافقها اصوات التعليمات العسكرية..قبل أن يرفع “الكولونيل ماجور” قائد المركز صوته عاليا ” رحا”…وقف معها جميع المجندات في وضع الراحة والأيدي على مستوى مستقيم مع الجسم، والرؤوس تتجه نحو الأعلى بعيون تتطلع الى العلم الوطني، الواقف شامخا وسط الساحة…
وقف الجنرال دوبريكاد قائد الحامية العسكرية للرباط- سلا عبد الله بوطالب، يحث المجندات على أنهن سيتلقين تكوينا شاملا في مجموعة من المواد والأنشطة، التي ستساهم في تطوير مهاراتهن وترسيخ روح الانضباط والالتزام وتحمل المسؤولية لديهن، مؤكدا أن ” إعادة تفعيل الخدمة العسكرية بالمغرب، تأتي تنفيذا للتعليمات السامية لجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، من أجل تقوية روح الانتماء لدى الشباب المغربي، وتمكينه من الحصول على تكوين عسكري وتأهيل مهني يفتح له فرص الاندماج في سوق الشغل”.
إنسحبت المجندات بنظام وإنتظام من الساحة متوجهات الى أقسام التكوين، ولجن القسم وأخذن مقاعدهن، إستعدادا لتلقي الدروس، كانت جل قاعات الدرس بالمركز مجهزة على أكمل وجه من طاولات ومكتب للمكون وسبورة…انطلقت الدروس وباشر المسؤولون العسكرية عن التكوين دروسهم…من بين ما حضرنا من الدروس كان درس حول النشيد الوطني وتاريخه ومعانيه…حيث تهدف من خلاله المؤسسة العسكرية الى زرع روح المواطنة وقيم الوطنية لدى المجندين والمجندات… و في درس آخر كانت مسؤولة عسكرية تحمل رتبة “كومندو” تشرح الضوابط العسكرية والأمن العسكري للمجندات…الجميع كان جالسا على مقاعد الدراسة…والفخر والفرح يعلو محياهن بالجلوس في مقاعد دراسية تشرف عليها القيادة العسكرية بتعليمات من جلالة الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، في تكوين الشباب على حب الوطن والانضباط والتعليم وإكتساب مهارات حياتية للإندماج في الحياة المسقبلية…
جهز المركز بأحدث وسائل التكوين والتدريب والإقامة الجيدة، من قاعات رياضية ومطاعم وقاعات للدروس، حيث وقف الجنرال بوطالب خلال زيارته للمركز على جميع التفاصيل، لتمكين المجندات من إقامة جيدة تخدم الأهداف المعلنة للتربية و التكوين، إستجابة لتعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ، من جهته حرص قائد المركز على توفير جميع الإمكانيات بالمركز لإستقبال أفواج المجندات، بتسخير فضاءات جيدة للاستحمام وتوفير آلات تصبين متطورة لتمكين المجندات من غسيل ملابسهن، كما عمل المركز على توفير شاشات تلفاز للاستراحة خلال أوقات الراحة، كما جهز قاعات رياضية عالية، وأماكن للطعام والأكل بشكل جيد، للمساهمة في تكوين المجندات وتوفير أجواء جيدة للتدريب.
150 مجندة بتمارة
وتزامن حضورنا للمركز العسكري بتمارة، مع إعطاء الانطلاقة الرسمية لعملية تكوين 15 ألف مدعوا للخدمة العسكرية برسم سنة 2019- 2020، بـ 14 مركزا للتكوين تابعا للقوات المسلحة الملكية موزعا على مجموع التراب الوطني، بمراكز الحاجب، قصبة تادلة، جرسيف، تمارة، الدار البيضاء، الناظور، القصر الصغير، الحسيمة، مكناس، القنيطرة، سيدي سليمان، بن جرير، مراكش وبنسليمان.
وتعمل المراكز العسكرية على التكوين في مجموعة من المواد، بحوالي 16 مادة عسكرية، من قبيل التربية الأخلاقية، التربية البدنية، التاريخ العسكري، التنظيم العسكري والانضباط، وذلك بهدف تلقين الشباب المجند القيم الأخلاقية، ونمط حياة جديد، والانضباط .
وعرف مركز التدريب التابع للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بتمارة ، استقبال 150 من المجندات في إطار الخدمة العسكرية، أكد خلاله الجنرال دوبريكاد قائد الحامية العسكرية للرباط- سلا عبد الله بوطالب، ” أن مدة التكوين ستمتد لسنة كاملة، وستنقسم إلى ثلاث مراحل، بحيث ستخصص المرحلة الأولى للتكوين العسكري الأساسي طيلة أربعة أشهر، وستهم المرحلة الثانية الممتدة لستة أشهر التأهيل في عدة مجالات متوفرة لدى وحدات القوات المسلحة الملكية، مضيفا أن المرحلة الثالثة، ستكون مخصصة لإجراء تداريب وزيارات ميدانية، وستبلغ مدتها شهرين.
الليوتناون عزيزة البوزيدي، مؤطرة بمركز التدريب للمصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية بتمارة، تحدتث الى “اش طاري 24″ قائلة ” أننأ عملية استدعاء 150 من المجندات للالتحاق بالمركز خلال الموسم 2019-2020، شملت ثلاث مراحل بمراجعة هوية المجندات وتحسيسهن بمقتضيات الأمن العسكري، ثم التحقق من الوثائق الإدارية المطلوبة، ومن تم الخضوع للفحوصات وتزويدهن بالأدوات والمعدات الضرورية”.
وتشمل عملية التكوين الأساسي الشمولي أربعة أشهر، تتلقى خلالها المجندات تكوينا في 16 مادة عسكرية، منها التاريخ العسكري والأمن العسكري وقانون الانضباط العسكري، إلى جانب الإعداد البدني والتمارين الميدانية والتكوين الرياضي.
الجندية….فخر الإنتماء
مجندات إنطلقن في الحديث الى “اش طاري 24″، عن فخر الإنضمام الى صفوف المجندات والمجندين، والتطلع الى إكتساب مهارات جديدة في الحياة وتعلم اشياء مفيدة، وتكوين يساعدهن على رفع قدراتهن لولوج سوق الشغل، أغلبهن كن منضبطات في المشي وتلقي التعليمات من مسؤوليهم المباشرين، وكلهن أمل في إنجاح هذه التجربة، كان النظام يسيطر على تفاصيل الحياة داخل المركز، والإنضباط يسير جل تحركات الجنود والضباط بالمركز…
مصدر مقرب من القوات المسلحة الملكية تحدث الينا عن فعالية التكوين والتدريب المسطر للمجندات والمجندين، في إمكانية ولوجهن الى صفوف القوات المسلحة الملكية، وصفوف الأمن الوطني والوقاية المدنية، حيث يتجه التكوين العسكري الى خلق مجندين ومجندات أكفاء وذو تكوين جيد، يساعد على ولوج الأجهزة العسكرية والأمنية والمصالح الإجتماعية…بعد اكتساب قيم الانضباط وقيم المواطنة والخلق الحسن والجيد…