الطفل ريان أحزن القلوب و أنزل الدمع من الجفون و اعتصر الفؤاد لفراقه في لحظات كان العالم بأسره متحلق حول شاشات التلفاز و الهواتف يرقب لحظات إخراجه من غياهب الجب، لكن القدر الإلهي أختار أمرا آخر، في بعث رسالة قوية و عبر ستظل عالقة في الأذهان و ستروى للأجيال.
لقد أظهرت محنة الطفل ريان، معاني التآزر و الإنسانية التي تجمع المغاربة و الأمة العربية و العالم، وخلق التضامن و الحزن أثر سقوط الطفل ريان في بئر اجماعا إنسانيا قل نظيره في العالم، في أمر يوضح الانتصار الإنساني على مظاهر التفرقة في العالم.
هذا الطفل المغربي جعل العالم يجتمع على قلب رجل واحد، قبل أن يختاره رب العزة إلى جواره ، ويكون باذن الله طيرا من طيور الجنة، بعدما أدى دوره في الحياة وترك للعالم لحظة إنسانية لن تنسى.
لحظة إنسانية تعززت بالفعل الإنساني لجلالة الملك و اتصاله السريع لوالدي الطفل ريان لمواساتهم و الوقوف معهم في هذه المحنة، و الحديث إليهم بالقرب من النفق المؤدي للطفل ريان.
لاشك أن رسالة الهية كثيرة حملتها قصة الطفل ريان، فيها بعضا من معاني سيدنا يوسف و سيدنا يونس و فتية الكهف، لقد ربط ريان الحاضر بالماضي و المعاني القرآنية، في لحظة إنسانية وحدت جميع البشرية.