تعددت أحداث عام 2023 بالمغرب، لكن يبدو أن زلزال الحوز شكّل حدث السنة بامتياز، حيث استفاق المغاربة يوم 8 شتنبر على الساعة الحادية عشرة ليلا، على هول زلزال بقوة 7.2 درجات على مقياس ريختر، وحدد مركزه قرية “إغيل” على عمق 8 كيلومترات.
الزلزال الذي هز الزلزال أقاليم الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وتارودانت وشيشاوة، وشعر به سكان الدار البيضاء والرباط وسلا، أسفر عن وفاة 2960 شخصا وتدمير المباني السكنية والطرق.
جلالة الملك محمد السادس، مباشرة بعد الزلزال، تفقد الحالة الصحية للمصابين، ضحايا الزلزال الأليم، من خلال زيارة ميدانية لمستشفى مراكش، حيث استفسر جلالته عن الحالة الصحية للأشخاص المصابين، وكذا عن الخدمات الصحية المقدمة لهم من طرف الفرق الطبية المعبأة على إثر هذه الكارثة الطبيعية الكبرى.
وبعد تفقد أحوال المصابين، تفضل بالتبرع بالدم، وهي التفاتة كريمة تجسد العناية الملكية السامية وتعبر عن تضامن جلالته الكامل وعطفه على الضحايا.
هذا الحدث، حرك معدن المغاربة النفيس، الذي ينبع بقيم التعاون والتآزر، حيث توافدت قوافل عديدة من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، تحمل مساعدات إنسانية للساكنة المتضررة من الزلزال.
ومباشرة بعد الزلزال، أعلن الديوان الملكي، عن تخصيص ميزانية بقيمة 120 مليار درهم على مدى خمس سنوات لتغطية المرحلة الأولى من برنامج لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال الذي ضرب الحوز.
وبعد مرور أزيد من 3 أشهر على الزلزال، بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى طبيعتها في المنطقة، حيث شرع العديد من السكان في قرى الزلزال بإعادة بناء منازلهم المتضررة وفق تصاميم نموذجية تراعي خصوصية المنطقة، بعد صرف التعويضات المخصصة لإعادة البناء، فيما يسارع سكان المناطق الأخرى المتضررة الزمن لإزالة الأنقاض والأتربة، والشروع في عملية البناء.