نظمت أمس الأحد، ضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2022، ندوة حوارية بعنوان ” هل الأدب العربي أدب عالمي ؟ ” بمشاركة ثلة من الأدباء العرب والاجانب ، من ضمنهم سعيد يقطين من المغرب.
واستهل المتدخلون في الندوة الحوارية نقاشهم بالتعريف بمصطلح العالمية وأكدوا أنه مقياس يعتمد عادة لوسم أي عمل أو منتوج بالنجاح والخروج به من دائرة المحلية والقومية إلى نطاق أوسع، معتبرين أن “عالمية الأدب” كمصطلح تشوبه بعض الإشكالات في تحديد مفهومه والمعايير التي يعتمدها الدارسون لإعطائه هذه الصبغة.
وأكد المشاركون في الندوة أن عملية انتشار الأدب العربي في غير مجتمعاته، تمثل قضية هامة تحتاج إلى بعد نظر، لما لها من دور في تعريف العالم بقيمة الإبداع العربي، إلا أن الواقع المعاش يكشف بعض القصور في رواج الأدب العربي لدى المجتمعات غير العربية، وهو ما يمثل هاجسا يطرح العديد من الإشكالات حول أسباب ذلك.
واستعرض المشاركون تاريخ الأدب العربي، وتأثيره المؤثر على أدب الشعوب الأخرى، حيث تعد الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى له أثر كبير في الأدب العالمي، مستعرضين نماذج لذلك الأدب المؤثر .
وتحدثوا عن الأدب العربي المعاصر وكيف أثره على الأدب العالمي ، مؤكدين أن الأدب العربي يتحرك خارج حدوده الجغرافية، وله تأثير على الأدب العالمي. وقالوا إن الأدب الأصيل مثل الشجرة المثمرة والنهر الجاري يستفيد منه الجميع ، ويكون معبرا عن القلق الإنساني، وهذا ما تحلى به الأدب العربي.
وتندرج هذه الندوة في إطار سلسلة الندوات الحوارية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب (من 29 شتنبر إلى 8 أكتوبر). وتناولت بعض الندوات في محاورها الحالة الثقافية في السعودية ومستقبل الفيلم السعودي ومراحل التدوين الصوتي وغيرها.
ويشكل معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي يعرف هذه السنة مشاركة 1200 دار نشر تمثل 32 بلدا، من بينها 10 دور نشر مغربية، نافذة ثقافية تجمع صناع الأدب والنشر والترجمة من المؤسسات والشركات المحلية والدولية مع القراء والمهتمين، إضافة إلى برنامجه الثقافي الذي يتضمن عددا من الفعاليات الثقافية والمنصات الحوارية والمحاضرات التفاعلية وورش العمل التي تغطي مجالات الفن والقراءة والكتابة والنشر وصناعة الكتاب والترجمة.
ويحلق المعرض بزواره، في موقعه المعتاد بواجهة الرياض، في رحلة أدبية ومعرفية من خلال أجنحة دور النشر التي تقدم مؤلفات نادرة وحديثة في مختلف المجالات الأدبية والثقافية والمعرفية والعلمية، إلى جانب أجنحة الهيئات الثقافية والمؤسسات العلمية والأكاديمية في المملكة التي تثري زوارها بمعروضاتها من مخطوطات ومؤلفات، وأنشطة توعوية في عدد من القطاعات الثقافية كالطهي والتراث والأزياء والمكتبات وغيرها، وكذلك جناح الطفل المصمم خصيصا لتعزيز حب القراءة والكتابة لدى النشء، وتنمية شغفهم في مختلف المجالات الإبداعية