لم يكن مساء الأربعاء عاديًا في قمم الأطلس، حين تبددت سكينة الطبيعة فجأة تحت وقع زخات مطرية رعدية حولت الشعاب الجبلية إلى ألسنة هائجة من السيول، جرفت معها كل ما اعترض سبيلها، وأغلقت الطريق الإقليمية رقم 2015، الرابطة بين جماعة أسني ومركز إمليل، بشكل شبه كامل.
الطريق التي تشكل شريان حياة لسكان المنطقة وزوارها، اختنقت تحت وطأة الأوحال والصخور المتساقطة، لتجد الساكنة نفسها معزولة في وجه أي تنقل أو تزويد بالمواد الأساسية.
المشهد بدا مربكًا؛ طريقٌ تحولت إلى مجرى مائي، ومركبات عالقة، ومحاولات مضنية لفهم ما جرى في دقائق معدودة.
السلطات المحلية استنفرت أجهزتها، وأطلقت عملية تدخل استعجالية بتنسيق مع القوات المساعدة، في محاولة لفتح الممر وإزالة العوائق التي خلّفتها السيول.
لكن التضاريس الوعرة والطبيعة العنيفة للفيضان عقدت من مهمة الفرق الميدانية التي تسابق الزمن لتأمين المعبر الحيوي.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الجهود على الأرض، يراقب السكان بقلق تطورات الوضع، خاصة مع مؤشرات جوية تنذر باستمرار الاضطرابات خلال الساعات المقبلة.
إمليل، الوجهة السياحية الهادئة، وجدت نفسها فجأة في قلب عاصفة طبيعية أعادت طرح أسئلة ملحّة حول البنيات التحتية ومدى جاهزيتها أمام التقلبات المناخية المتكررة.