حملت شبيبة العدالة والتنمية الحكومة وخاصة وزارة الشباب والثقافة والتواصل، مسؤولية الانفلاتات القيمية والأمنية التي رافقت بعض المهرجانات الفنية المنظمة بدعم وتشجيع منها، وكذا وقوفها متفرجة إزاء استغلال المنصات العمومية للترويج لاستهلاك المخدرات والأفعال المشينة.
وأكد المكتب الوطني لشبيبة “المصباح”، في بيان له، أن معركة شبيبة العدالة والتنمية لم تكن يوما مع الاختلاف والتنوع المحفوظ والمطلوب في المغرب ومنه ذلك المرتبط بالأنماط والأذواق الفنية، لكن مع ما يظهر أنه سياسة ممنهجة موجهة ضد الشباب ببلادنا تستهدف تشويه صورة الثقافة والفن والتأسيس لمنطق الانسلاخ الهوياتي والقيمي وتشجيع الإسفاف والإبتذال.
وأوضحت الشبيبة، أن الجرأة التي تحدث بها أحد الفنانين من على منصة رسمية وفي حفل من تنظيم وزارة الثقافة وإقراره بفخر تعاطيه المخدرات، تعتبر نتيجة طبيعية للأجواء والتصورات التي رافقت المصادقة على ما سمي بقانون القنب الهندي، مؤكدا مرة أخرى هواجسها ومخاوفها من أن يسهم تدبير هذا الملف في انتشار تعاطي المخدرات وسط الشباب المغربي بشكل أكبر، تحت يافطات الاستعمالات الطبية المشروعة، وما لذلك من آثار وخيمة ومدمرة على الشباب المغربي، وقاتلة لقدراته ولكل الآمال المعقودة عليه حالا ومستقبلا في نهضة وتقدم وتنمية واستقرار وطنه.
و دعت المنظمة الشبابية النخب الثقافية والفنية والإعلامية الجادة، إلى تحمل مسؤولياتها في تأطير المجتمع والشباب خاصة والعمل على تنمية الإبداع وتطوير الإنتاج الفني والثقافي ليقوم بأدواره الكاملة في تهذيب الذوق العام، وفي التعبير عن هوية الوطن بكل أبعادها الحضارية الأصيلة والمتنوعة، بما يذكي معاني الانتماء والارتباط بالوطن ورموزه.
و دعت المنظمة الشبابية أحزاب الحكومة، إلى العمل على حل الإشكالات والكوابح التي تعتمل داخلها وتُعطل قدرتها على الوفاء بالحد الأدنى من التزاماتها، والمرتبطة أساسا بتضارب المصالح وتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة في قراراتها، بدل اللجوء في كل مرة إلى تعليق عجزها وفشلها تارة على الحكومات السابقة، وتارة أخرى على الأزمة الدولية التي أثرت على المغرب، ذلك أن الناس ينتخبون الحكومات لتدبير أزماتهم ومشاكلهم والعمل على الاستجابة لمطالبهم إزاءها لا لتدبير حالات الراحة والرفاه.
وكانت فضيحة مغني الراب “طوطو” وصلت الى البرلمان، حيث ساءلت فرق برلمانية وزير الشباب والثقافة و التواصل حول الترويج للمخدرات على منصات مهرجان موسيقي تنظمه الوزارة من المال العام، ووجه فريق حزب التقدم والإشتراكية سؤال كتابي إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، حول تنظيم وزارة الثقافة لنشاط سمح بترويج فكرة التعاطي للمخدرات، اعتبر فريق التقدم والإشتراكية بمجلس النواب أن استضافة وزارة الشباب لمغني صرح على الملأ في ندوة صحفية، بأنه يتناول مخدر “الحشيش”، هو مباركة ورعاية لهذا النوع من السلوك الذي من شأنه التأثير سلبا على الناشئة، في الوقت الذي من المفترض أن تساهم الوزارة في الارتقاء بالذوق الجمالي المشترك للمغاربة، من خلال دعم وإبراز ما تزخر به الساحة الثقافية المغربية من مثقفين ومبدعين ومفكرين وفنانين.
وساءل فريق التقدم والإشتراكية بمجلس النواب الوزير حول معايير انتقاء الوزارة للمواد والأشخاص الجديرين بتنشيط الفعاليات والاحتفالات والمهرجانات التي يتم تنظمها من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وحول التدابير التي يتم اتخاذها من أجل إظهار التنوع والتميز الثقافي للمغرب، والابتعاد عن كل أشكال الابتذال والإساءة إلى صورة الفن والثقافة والإبداع في المملكة.
وكان المغني طوطو ، صرح في ندوة صحفية على هامش السهرة، التي أحياها بمدينة الرباط، في إطار احتفالات “الرباط عاصمة للثقافة الافريقية”، “أه كنكميو الحشيش، ومن بعد؟!”، مشيرا إلى أنه لم يقتنه من “مكان بعيد عن المغرب”؛ إذ قال إنه يقتني المخدرات من منطقة مغربية معروفة عالميا بمخدر “الحشيش”، وأن تعاطيه لمخدر “الحشيش” بشكل علني أمام جمهوره “أمر عادي”!