أنهك الجفاف الذي يعرفه المغرب في العام الحالي المحاصيل الزراعية، وتسبب في ضعف الإنتاج الحيواني، ما أدى إلى رجة في الميزان التجاري للمنتجات الغذائية.
وكشفت وزارة التجهيز والماء أن التساقطات المطرية ضعيفة منذ انطلاق الموسم الرزاعي قبل ثلاثة أشهر، حيث لم يتعدّ منسوب الأمطار 21 ملم في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بمعدل انخفاض تجاوز نسبة 67% مقارنة بسنة فلاحية عادية.
ودق نزار بركة ناقوس الخطر بخصوص مخزون المياه في السدود، حيث بلغ ثلاث مليارات متر مكعب، أي حوالي 23.5% إلى غاية اليوم، مقابل 31% في الفترة نفسها من السنة الماضية التي كانت سنة جافة بدورها.
في هذا السياق، قالت فاطمة مسراري، خبيرة زراعية لـــ”أشطاري 24″، إن ضعف تساقط الأمطار ينعكس سلباً على وضعية الأرض، التي تحتاج كميات كبيرة من المياه كي تتسرب إلى عمقها وتسهل عملية نمو المزروعات، وأضافت أن الأشهر الثلاثة القادمة ستكون حاسمة في الخريطة الفلاحية للمغرب.
وشددت الخبيرة، أنه في حالة لم تتساقط الأمطار في الأسابيع القادمة ستوقف نمو الحبوب.
في هذا السياق، انتقلت صحيفة “أشطاري 24″، لضيعة فلاحية نواحي الرباط، للوقوف على وضعية الأراضي الفلاحية، ووجدت أن العديد من الفلاحين يستعملون الآبار لسقي محاصيلهم الزراعية.
وفي هذا الصدد، قال فلاح للصحيفة، إنه يستعمل محرك يشتغل بالبنزين لاستخراج الماء من البئر، مضيفا أن تكلفة استخراج الماء جد مرتفعة بسبب ارتفاع أسعار المحروقات.
وشدد المتحدث، أن ضعف التساقطات أنهكت المحاصيل الزراعية، مطالبا الحكومة بضرورة التدخل لصرف دعم للفلاحين الصغار، من أجل الاستمرار في استغلال أرضهم.
ويذكر أن تراجع المحاصيل، خاصة محصول الحبوب الذي استقر في حدود 5.5 ملايين طن، دفع الحكومة إلى مراجعة توقعاتها للنمو الاقتصادي في العام الحالي من 4% إلى 3.4%، غير أن بنك المغرب المركزي كشف في مستهل الأسبوع الماضي عن تقليص ذلك التوقع إلى 2.7%.