أمنيون قطريون بالرباط يتدربون على يد ضباط أمن مغاربة حول الجرائم السيبرانية التي ترتكبها الجماعات الإرهابية، وذلك بعد فترة قصيرة على الزيارة التي قام بها عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني، إلى دولة قطر، حيث اطلع على البنيات التي ستحضن كأس العالم، ووقع على اتفاقيات من بينها الاتفاقية التي بموجبها يتدرب الأمنيون القطريون على يد أمنيين مغاربة.
الأمر ليس قصة بسيطة ولا خبرا عابرا، ولكنه “الأمن المغربي” يقوم بتعليم الآخرين وتدريبهم وتلقينهم خبرات اكتسبها على مر السنوات، وتم تطويرها بشكل سريع خلال مرحلة تولي حموشي إدارة المؤسسة الأمنية، حيث جمعت المرحلة بين الصرامة والإنصاف، مما أكسب المؤسسة قدرات هائلة على امتلاك المهارات الضرورية لمواجهة كل أنواع الجريمة.
أدخلت الجريمة الإرهابية الخوف إلى نفوس المواطنين المغاربة، لكن بعد فترة قصيرة تبين أن في المغرب جهازا أمنيا قادرا على توفير الاستقرار الأمني وحماية الممتلكات والضرب بيد من حديد على يد الجماعات الإرهابية، وكشف الذئاب المنفردة، وتطوير أدوات مكافحة الجريمة على مستوى الأنترنيت والتي تقوم بها التنظيمات التكفيرية.
هذه الخبرات التي راكمها الأمن المغربي كانت محط أنظار العالم وإعجاب كثير من المؤسسات والدول، حتى أن المخابرات الأمريكية عرضت على رجل الأمن الأول بالمغرب الاشتغال لفائدتها، غير أنه وفاء لوطنه رفض دون نقاش، ونال كثيرا من الأوسمة الكبيرة، في فبراير 2015، وبعد انتهاء عاصفة التوتر بين المغرب وفرنسا، كرَّمته الحكومة الفرنسية بوسام استحقاق من درجة ضابط جوق الشرف، والذي منحه إياه برنار كازنوف، وزير الداخلية، كما سبق أن تم توشيحه عام 2011 بوسام فرنسي من درجة فارس.
ويوم الإثنين 23 شتنبر 2019 قامت الحكومة الإسبانية بتوشيح عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني بوسام الصليب الأكبر للاستحقاق للحرس المدني. وأوضحت الجريدة الرسمية أن مجلس الوزراء الإسباني صادق على هذا التوشيح بناء على اقتراح من وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا. وكان حموشي قد سبق له أن وشح من طرف إسبانيا بوسام الصليب الشرفي للاستحقاق الأمني بتميز أحمر الذي يعد أعلى التوشيحات الشرفية التي يتم منحها لشخصيات أجنبية.
هذه التوشيحات هي توشيحات لمؤسسة. لقد استطاع الرجل بحنكته بناء مؤسسة قوية، فالمسؤول الكبير قادر على بناء المؤسسة الكبيرة، وهي الرؤية التي أعلن عنها جلالة الملك منذ توليه العرش، ومنذ 2004 أعلن عن “مؤسسة أمنية قريبة من المواطن وفي خدمته” وهو ما تم تحقيقه بفضل جهود المدير العام، الذي بصم على التميز.
الإدارة القوية هي الشخص القوي على رأسها. فها هي الحكومة شرعت في تصفية الوزارات والإدارات العمومية لفائدة وكالات. هذا ما أعلن عنه عزيز أخنوش، رئيس الحكومة بخصوص الصحة. فالمشكل ليس في مؤسسات وزارة الصحة وإداراتها ولا في أطرها، ولكن مشكلها في غياب المسؤول القائد القادر على وضع الخطة وتنفيذها والسهر عليها.