احتضنت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية أول أمس الثلاثاء ندوة لتقديم كتاب 25 سنة في جحيم تندوف”25ans dans les géoles de tindouf” للكاتب والعميد العسكري والمعتقل السابق علي ناجب
هذا الكتاب الذي يتناول قصص المعتقلين، والذين اختطفوا في سبعينيات القرن الماضي بعد المسيرة الخضراء، والذي تجاوز عددهم 2400سجين، والذين تعرضوا لكافة أشكال التعذيب، الحرمان والمعاناة النفسية، في ظروف سجن ﻻتحترم المواثيق الدولية
علي ناجب، الطيار العسكري الذي أسقطت طائرته بالقرب من السمارة ليختطف من هناك لمدة تتجاوز 25 سنة، اعتبر في كتابه، أن مشكل الصحراء هو باﻷساس كان “مشكل بين الجزائر والمغرب، وأنهم كانوا مسجونين عند الجزائر وليس عند البوليساريو”، كما أشار إلى أن الكتاب يحتوي على مجموعة من الشهادات لمعتقلين كانو يعيشون نفس التجربة
وشدد على أن الكتاب بمثابة تأريخ لمرحلة على العالم أن يطلع عليها ﻷنه ﻻبناء بدون معالجة مشاكل الماضي القريب، و خصوصاً اﻷجيال الجديدة التي كما وصفها” تعرف أخبار الكرة أكثر ما تعرف تاريخ بﻻدها”، كما أن هذه التضحيات الجسام التي قامت بها القوات المسلحة المغربية في تلك الفترة، هي خير عنوان ممكن إعطائه لﻷجيال القادمة عن ماهية الوطنية
كما اعتبر أن سر صمود المعتقلين يتجلى في ثﻻثة عوامل رئيسية، أوﻻ اﻹيمان بالله وبالوطن وبعدالة القضية، ثانياً اﻹيمان برفقاء المحنة والثبات على الحق، الشجاعة والصبر ﻷنه كما ذكر علي ناجب “ليس المهم ما نكون في الحياة، ولكن ماسنعطيه للحياة”، وليس هناك أجمل من الصبر عند الشدائد.مشيرا إلى أن تضحيات زوجات المعتقلين تكون كذلك كبيرة، و”يجب علينا أن نقف إجلالا واحتراماً لهم”
بعد هذا التقديم، فتح باب النقاش، فكانت أغلب التدخلات مثمنة لهذا العمل، ومتأسفة على الوضع الذي صار عليه قدماء الجيش، وأنهم بعد كل التضحيات الجسام التي قاموا بها حماية للوطن يستحقون العيش بكرامة وإعطائهم المكانة الحقيقية التي يستحقونها