حظي المغرب باهتمام كبير هذه الأيام، وذلك نتيجة الزلزال المدمر الذي مناطق الحوز وتارودانت، وكانت العديد من المنظمات الدولية قد أرسلت مراقبين لتقييم الوضع، كما وجد في عين المكان عشرات من وسائل الإعلام الدولية، فباستثناء بعض الحالات النشاز، فإن هناك إجماع دولي على أن المغرب قام بعمل جبار فيما يتعلق بأعمال البحث والإنقاذ والإغاثة، وكانت الإشادة دولية.
منظمة الصحة العالمية، وباعتبارها المنظمة، التي تقوم بتقييم الوضع الصحي قصد تحييد الاحتياجات، وبعد جولة لفريقها من الخبراء أعلنت أن الوضع تحت السيطرة، وذلك من خلال الجهود التي قدمتها الخدمات الطبية المدنية والعسكرية، خصوصا وأن القوات السملحة الملكية، وتحت تعليمات جلالة الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية ورئيس أركان الحرب العامة، اقامت مستشفيات عسكرية جراحية ميدانية، في وقت تكفلت وزارة الصحة بحوالي سبعة آلاف مصاب.
المفوضية التابعة للأمم المتحدة والمكلفة بالأعمال الإغاثة أشادت في بيان لها بقدرات المغرب على تحدي المحنة، بمعنى أن ما هو متوفر وما قام به المغرب كان كافيا مما أغلق الباب أمام المتنطعين ممن أرادوا أن يفرضوا نفسهم في عملية الإنقاذ رغبة في الظفر ببعض المغانم، لكن البيان أظهر أن ما وفره المغرب كان كافيا للغاية وأن جهودة كانت موفقة.
أبرز مركز التفكير الأمريكي “معهد واشنطن” أن موجة التضامن والتعبئة الاجتماعية التي انطلقت في أعقاب الزلزال الذي هز منطقة الحوز مؤخرا تجسد وحدة الشعب المغربي وتعكس القيم الإنسانية للمملكة في أوقات الأزمات.
وفي تحليل نشره على موقعه الإلكتروني، أوضح المركز البحثي ومقره واشنطن، أن التدفق المستمر للدعم حو ل جهود الإغاثة إلى مصدر فخر وطني.
وكتبت مجلة “لوبوان” الفرنسية، في مقال لها أمس الثلاثاء، أنه بعد أقل من أسبوعين عن زلزال 8 شتنبر، “اختار المغرب التطلع إلى المستقبل وبناء صموده”.
وبعد أن سلطت المجلة الضوء على قرار الإبقاء على عقد الاجتماعات السنوية 2023 لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في مراكش، أكدت أن “المملكة تلتزم بأجندتها الدولية على الرغم من الزلزال”.
وأضافت “لوبوان” أنه بفضل هذه الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، سيكون المغرب “ملتقى”، وفقا لصندوق النقد الدولي، من أجل مناقشة القضايا العالمية “في وقت يعتبر فيه التعاون أكثر أهمية من أي وقت مضى”، مع التركيز على التحديات والفرص، خاصة في إفريقيا والشرق الأوسط، مشيرة إلى أن قرار الإبقاء على عقد هذه الاجتماعات السنوية يعكس الثقة التي تتمتع بها المملكة لدى المؤسسات الدولية متعددة الأطراف.
هذه هي الصورة التي رسمها المغرب عن نفسه، مغرب تتوحد فيه الملكية مع الشعب في ثورة دائمة، لكن للأسف الشديد غابت عن هذا الاجتهاد والمجهود وهذه الوحدة والاتحاد الحكومة، التي لا تتحرك إلا عندما الموضوع قابل للاستهلاك الانتخابي.