تتمتع السيدة صوفي فيوم بالكثير من الخصال الإنسانية في حياتها الشخصية وفي علاقاتها الإنسانية، وهي من بين المواطنات الفرنسيات التي ما فتئت تعطي المثال يوما بعد آخر عن حبها العميق للمغرب، لدرجة أمكن معها القول بأنها مغربية القلب والعواطف.
ويشكل حديثها عن المغرب، وعن كرمه التليد، وتاريخه كأمة ضاربة في عمق التاريخ، وكشعب منفتح ومنغرس في عمقه الإفريقي، مصدر اعتزاز بالنسبة للسيدة فيوم التي سبق لها أن تذوقت معنى الإنسانية في سياقها الإفريقي، بحكم كونها من فرنسيي الخارج، حيث رأت النور في السنغال، وترعرعت في كوت ديفوار.
وفي بوح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت صوفي فيوم، التي تعمل مدرسة بثانوية “فيكتور هيغو” التابعة للبعثة الفرنسية في مراكش “إنني فرنسية المولد، وأعتبر نفسي حالة حقيقية لفرنسيي الخارج بحكم ازديادي في السنغال، وترعرعي في كوت ديفوار، كما أتيحت لي الفرصة للتجوال، ولم أنس موطني الفرنسي. ولكنني مقابل ذلك وجدت وطنا ثانيا بالنسبة لي هو المغرب”، مسجلة كون العلاقات التي تربط الرباط وباريس بأنها “عميقة”، و”صادقة”.
فالعلاقات التي تجمع فرنسا مع المغرب في تصورها ترتكز على الاحترام المتبادل، كما أن العلاقات بين البلدين مبنية على الندية والمساواة، حيث أن المباحثات بين الطرفين تتأسس على الصراحة والدفاع عن المصلحة الخاصة بكل بلد، وفي الوقت نفسه الدفاع عن المصلحة المشتركة للبلدين معا.
وقالت السيدة فيوم، الحاصلة على دبلوم جامعي في مجال التدبير المقاولاتي، إنها “تكن حبا واحتراما عميقين للمغرب، مما جعلها تحس كسيدة مغربية بقلبها”، وهي تستعد الآن لتقديم ترشيحها للانتخابات الخاصة بمستشاري الفرنسيين المقيمين بالخارج، التي من المقرر أن تجرى في شهر مايو القادم.
وتبدى السيدة فيوم، الأخصائية في قضايا التربية والبيداغوجيا، رغبة جامحة لتعيش، بعد توفقها في هذه الانتخابات، أمنية تمثيل بلدها فرنسا في مراكش والجهة، والمملكة على وجه العموم. حيث تعتبر المغرب وطنها بالتبني، والبلد الذي يسكن وجدانها.
وتوضح أن انتخابات مستشاري فرنسيي الخارج غير معروفة على الوجه المطلوب في أوساط الفرنسيين حيث لا يشارك في هذه الانتخابات إلا القليل من مواطنيها، مؤكدة أن الفرنسيين المنتسبين للدائرة الرابعة مدعوون في إطار هذه الانتخابات، التي اكتشفت أهميتها مؤخرا، للمشاركة في هذا الاستحقاق الانتخابي ليتمكنوا بذلك من اختيار من يبلغ مطالبهم.
وسجلت أن جائحة كوفيد 19 ، وفرض الحجر الصحي في مارس 2020 جعلها تدرك أهمية وضرورة بناء علاقات تواصلية بين أفراد الجالية الفرنسية لما لذلك من دور في التوفر على المعلومات اللازمة، والحصول على المساعدة، حيث أبرزت في هذا الصدد أنها تلقت دعوات من أجل مساعدة بعض الفرنسيين من أجل استكمال بعض الإجراءات الإدارية التي تخول لهم إمكانية ترحيلهم إلى وطنهم الأصلي، والحصول على المساعدة المالية.
واستخلصت من هذا المعطى أن الفرنسيين المنتسبين للمقاطعة الرابعة في المغرب يجب أن يتوفروا على مستشارين يكونوا في الاستماع إليهم والتواصل معهم، مبرزة أن هذه الانتخابات فضلا عن كونها ذات صبغة اجتماعية، فهي تكتسي أيضا بعدا سياسيا لكون هؤلاء المستشارين الفرنسيين هم من سينتخبون ممثليهم في مجلس الشيوخ