تحول يوم امتحان كان من المفترض أن يكون بوابة للفرح والطموح، إلى فاجعة هزّت دوار المعيزين بجماعة سيدي اعمر الحاضي التابعة لإقليم سيدي قاسم، بعدما لقي طفل قاصر مصرعه دهسًا بسيارة مسرعة، عقب خروجه من مركز الامتحان الخاص بالسنة السادسة ابتدائي.
الطفل، الذي كان يحمل كراسته ودفتر أحلامه، لم يكن يعلم أن الطريق إلى البيت ستكون الأخيرة في حياته القصيرة. سيارة مسرعة باغتته أثناء عبوره الطريق الرابطة بين سيدي قاسم ووزان، في غياب تام لأي مطبات أو علامات تشوير تشير إلى وجود مؤسسة تعليمية بالمنطقة.
تعالت أصوات الاستنكار من طرف ساكنة الدوار، محمّلة الجهات المسؤولة كامل المسؤولية في ما حدث، بسبب ما وصفوه بـ”الإهمال المزمن” في تجهيز الطرق المجاورة للمدارس، وغياب أبسط شروط السلامة، وعلى رأسها المطبات وعلامات التشوير التي تُنبه السائقين بوجود تلاميذ ومؤسسات تعليمية.
وأكد عدد من السكان في تصريحات متفرقة أن هذا الحادث لم يكن ليقع لو وُضعت تدابير وقائية في محيط المدرسة، مشددين على أن الأطفال ليسوا مسؤولين عن تعويض تقاعس المسؤولين، وأن سلامتهم ليست ترفًا بل أولوية قصوى.
ويبقى السؤال الأبرز بعد هذه الفاجعة: كم من طفل يجب أن يُدهس؟ وكم من أسرة يجب أن تعيش فاجعة مشابهة حتى تتحرك الجهات المعنية لحماية أطفال القرى من تهور السائقين وإهمال البنيات التحتية؟