تشهد المدارس والمؤسسات التعليمية في المغرب ظاهرة مقلقة تتعلق بانتشار الشيشة الإلكترونية بين أوساط التلاميذ، ما بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لصحتهم وسلوكياتهم، ويثير مخاوف عميقة بشأن مستقبل الأجيال القادمة.
هذا “المخدر الإلكتروني”، كما يطلق عليه البعض، اخترق أسوار المدرسة وتحول إلى عادة لدى العديد من التلاميذ. ورغم صغر سنهم، يظهر البعض منهم يحملون هذه الأجهزة التي تشبه الأقلام أو الأدوات البسيطة، مما يجعل من الصعب اكتشافها أو منعها داخل محيط المدرسة.
الأمر لم يعد مجرد ظاهرة فردية، بل أضحى مشكلة جماعية تهدد النظام التعليمي والأخلاقي، حيث يُلاحظ تأثير سلبي مباشر على سلوكيات التلاميذ وأدائهم الدراسي، فضلًا عن التأثير الصحي الذي قد يظهر على المدى البعيد.
فالشيشة الإلكترونية تحتوي على مواد ضارة، قد تؤدي إلى الإدمان وتفتح الطريق نحو تجارب أكثر خطورة.
من جهتها، تواجه الإدارات التربوية والأسَر تحديًا كبيرًا في التصدي لهذه الظاهرة. وتبقى الحاجة ملحة لاتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية عاجلة، تشمل توعية التلاميذ بمخاطر الشيشة الإلكترونية، وتشديد المراقبة داخل المؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى تعزيز دور الآباء في متابعة سلوكيات أبنائهم.
إن استمرار هذا الوضع دون حلول جذرية قد يؤدي إلى أضرار جسيمة على المستويين الفردي والمجتمعي. فالمدرسة، باعتبارها فضاءً للتربية والتكوين، يجب أن تبقى محمية من مثل هذه الآفات التي تُهدد قيمها وأهدافها النبيلة.