قبل أيام من انطلاق أشغال المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، المرتقب تنظيمه يومي 26 و27 أبريل الجاري ببوزنيقة، كشف رئيس المجلس الوطني للحزب ورئيس اللجنة التحضيرية، إدريس الأزمي الإدريسي، عن تفاصيل لائحة الضيوف، التي ستشارك في فعاليات المؤتمر، مشيرًا إلى أنها تضم تمثيلاً وازنًا على الصعيدين الوطني والدولي.
وفي ندوة صحافية عقدت يوم الأربعاء 16 أبريل الجاري بالرباط، قال الأزمي إن المؤتمر سيعرف حضور وفد عن حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في خطوة تحمل رمزية سياسية قوية تعكس استمرار ارتباط الحزب بالقضية الفلسطينية رغم التحولات السياسية التي شهدها المغرب.
تمثيلية دولية متنوعة
وأشار الأزمي إلى أن الضيوف القادمين من الخارج يمثلون عددًا من الدول الشقيقة والصديقة، من بينها فلسطين، موريتانيا، الأردن، السنغال، تركيا، تونس، ليبيا وسوريا، ما يعكس البعد الإقليمي والدولي الذي يسعى الحزب إلى تأكيده خلال هذا الحدث السياسي المفصلي.
حضور متنوع من الداخل
أما على المستوى الوطني، فقد كشف الأزمي أن لائحة الضيوف تشمل قيادات ومسؤولي الأحزاب السياسية المغربية، وقيادات نقابية، إلى جانب رؤساء الفرق البرلمانية بمجلس النواب، وعدد من الشخصيات الوطنية التي سبق لها المشاركة في ندوة “العدالة والتنمية بعيون خارجية”.
كما يضم المؤتمر شخصيات من مشارب متعددة: سياسيين سابقين، حقوقيين، أكاديميين، إعلاميين، فنانين، رجال أعمال، وفاعلين ثقافيين ومهنيين، بالإضافة إلى شخصيات معروفة بدفاعها عن القضية الفلسطينية، وأخرى تنتمي إلى جبهة الدفاع عن اللغة العربية.
ولم توجه اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدعوة لعدد من قيادة ومسؤولي بعض الأحزاب السياسية، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش، والكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر.
رسائل سياسية متعددة
يعكس هذا التنوع في تركيبة الضيوف، بحسب مراقبين، رغبة حزب العدالة والتنمية في تأكيد حضوره السياسي والثقافي داخل المشهد الوطني، وإعادة ترسيخ علاقاته مع شركائه الإقليميين والدوليين، خاصة بعد التراجع الانتخابي الكبير الذي عرفه الحزب في الاستحقاقات الأخيرة.
كما أن دعوة وفد من “حماس” تحمل في طياتها رسالة سياسية واضحة بشأن استمرار “البيجيدي” في تبني خطاب داعم للقضية الفلسطينية، رغم التحولات الرسمية التي شهدتها السياسة الخارجية المغربية خلال السنوات الأخيرة.
في انتظار “مؤتمر استثنائي”
ويأتي هذا الإعلان في سياق سلسلة تحضيرات مكثفة للمؤتمر الوطني الذي يُتوقع أن يكون مفصليًا في تحديد مستقبل الحزب، سواء من حيث القيادة أو من حيث الخط السياسي. كما يُنتظر أن يناقش المؤتمر الأزمة المالية التي يعاني منها الحزب، والتحولات الكبرى التي مر بها منذ انتخابات 2021.