أحرج المغرب الجارة الشمالية اسبانيا، بالاستفسار عن طبيعة دخول المجرم ابراهيم غالي زعيم مرتزقة “البوليساريو” بجواز سفر جزائري مزور، والتستر على دخول متهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية الى الديار الإسبانية، وانتفضت الأحزاب المغربية ضد ما وصفته بالفضيحة، بإخفاء زعيم “البوليساريو” والتستر على دخوله لاسبانيا دون إخبار المغرب.
وأعربت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن” المملكة المغربية تأسف لموقف إسبانيا التي تستضيف على ترابها المدعو إبراهيم غالي، زعيم ميليشيات “البوليساريو” الانفصالية، المتهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وأضافت الوزارة، في بلاغ، أن المغرب يعبر عن خيبة أمله من هذا الموقف الذي يتنافى مع روح الشراكة وحسن الجوار، والذي يهم قضية أساسية للشعب المغربي ولقواه الحية.
واعتبرت الوزارة أن موقف إسبانيا يثير قدرا كبيرا من الاستغراب وتساؤلات مشروعة: لماذا تم إدخال المدعو إبراهيم غالي إلى إسبانيا خفية وبجواز سفر مزور؟ ولماذا ارتأت إسبانيا عدم إخطار المغرب بالأمر؟ ولماذا اختارت إدخاله بهوية مزورة؟ ولماذا لم يتجاوب القضاء الإسباني بعد مع الشكاوى العديدة التي قدمها الضحايا؟ وخلص البلاغ إلى أنه “لهذه الأسباب تم استدعاء السفير الإسباني بالرباط إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لإبلاغه بهذا الموقف وطلب التفسيرات اللازمة بشأن موقف حكومته”.
و خرج محمد نبيل بنعبد الله،”الأمين العام لحزب “التقدم والاشتراكية”،بتصريح بخصوص استضافة الجارة اسبانيا للمدعو إبراهيم غالي، وجاء في التصريح الصحفي لنبيل بنعبد الله ” نُتابع في حزب التقدم والاشتراكية، بقلقٍ بالغ، استضافة الجارة إسبانيا للمدعو إبراهيم غالي، “الأمين العام لجبهة البوليساريو” المزعومة، وذلك في سلوكٍ مُتناقض تماماً مع ما يقتضيه التعاون وحسن الجوار”.
وشدد بنعبد الله، على “ان ما يُثير استنكارنا لهذه الخطوة، ليس هو الجانب الإنساني، بل لجوءُ إسبانيا إلى التستر عن الموضوع، واستقبال الشخص المذكور بهويةٍ مُزورة، وعدم إخبار بلادنا بذلك”، في نفس الوقت، يضيف بنعبد الله”نَعتبر أنَّ من واجب إسبانيا أن تقدم تفسيرا لسلوكها الذي لا نتفهمه، والمتمثل في حماية المعني بالأمر فوق أراضيها، وهو المتهم بارتكاب جرائم حرب خطيرة وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، حيث لم يتجاوب القضاء الإسباني مع دعاوى أصحابها وضحاياها”.
من جهته شدد سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على ان استشفاء رئيس جبهة الانفصاليين “البوليساريو” في إسبانيا باسم مزور وبجواز مزور يعتبر فضيحة كبيرة، مشيرا إلى أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أصدرت صباح اليوم الأحد بيانا تستغرب فيه وتأسف لهذا التصرف الذي وقع.
وأضاف العثماني، الذي كان يتحدث في لقاء مع الكتاب الجهويين والاقليميين للحزب، عشية يوم الأحد 25 أبريل الجاري، أن “الغريب أنهم يدعون أن هذا رئيس جمهورية وأن عنده سفارات في عدد من الدول وعنده وزراء أيضا وإذا به لا يستطيع أن يسافر بجواز سفر حقيقي، حيث لا تتوفر هذه الجمهورية المزيفة لا على جواز سفر ولا على وثائق ولا يمكن لأي أحد أن يسافر باسمها في أي بقعة من بقاع العالم”.
وتابع أن هذا الحدث وأيضا الأحداث الأخيرة التي وقعت في الآونة الأخيرة، خصوصا البلاغات والبيانات العسكرية المتوالية التي أصدرتها جبهة الانفصاليين والتي تبين على أرض الواقع أنها ليست سوى نفخة في رماد وادعاءات وتهويلات، تؤكد وتثبت أن المغرب يمضي في الطريق الصحيح، مشيرا إلى التهجمات على المغرب، والتي ارتفعت في الآونة الأخيرة بسبب الانتصارات التي حققتها الدبلوماسية الوطنية وبلادنا في هذا الملف المهم وهو قضية الصحراء.
ودعا العثماني، جميع أعضاء الحزب رجالا ونساء إلى أن تكون القضية الوطنية من أولوياتهم في النقاش السياسي المستمر في هيئات الحزب المجالية، وأن يتم متابعة أحداثها بشكل مستمر، وحث الجميع على الاستعداد للتعبئة الوطنية، لدعم واسناد الجهود الرسمية من خلال دبلوماسية شعبية مدنية حزبية برلمانية مستمرة، مبينا أن هناك أطرافا كثيرة في العالم لا تنصت بالضرورة للخطاب الرسمي، غير أنها يمكن أن تنصت لهذه الخطابات التي تأتي من عمق الشعب.