وجهت فدرالية اليسار الديمقراطي سؤالا كتابيا إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، حول الدور الرقابي للسلطات في الحد من الانتهاكات الجنسية للأطفال المستفيدين من الرحلات أو التخييم، وأكدت التامني أن الأسر المغربية باتت تتخوف من السماح لأبنائها بالسفر في المخيمات والرحلات التي تنظمها الجمعيات، لأن بعضها تتخلله سلوكات شاذة، من تحرش وهتك عرض، وغيرها من السلوكات المجرمة والمرفوضة، وأضافت أن آخر هذه الأحداث تلك التي رصدت بشاطئ الجديدة من طرف رئيس جمعية رياضية تنظم رحلة للأطفال، والذي تم ضبطه في وضعية مشينة وهو يمارس تحرشا جنسيا على أطفال أؤتمن على حياتهم وسلامتهم من قبل أسرهم.
وأشارت أن ما قام به هذا الشخص نقرأ أو نسمع عنه على مدار السنة، وفي عدة مرافق ومنها ما يتعلق بتنظيم الرحلات إلى الشواطئ والغابات، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام عن الدور الرقابي الذي تقوم به السلطات من أجل الحد من هذه الممارسات وإعادة الثقة في العمل الجمعوي خاصة المرتبط بالطفولة، وساءلت التامني الوزارة عن التدابير التي ستتخذها من أجل رقابة هذه الرحلات التي تنظمها الجمعيات للأطفال، وإعادة الثقة لدى الأسر في العمل الجمعوي المؤتمن على الناشئة.
وجاء في بلاغ منظمة الكشاف الجوال حول استغلال جمعية رياضية لاغتصاب الأطفال، أنه طفت على ساحة التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيب قضية أخلاقية جد خطيرة في استغلال جمعية رياضية للأطفال واغتصابهم في رحلة صيفية بإحدى المنازل التي تم كراءها في ظروف غامضة، بعيدا عن سلامة الأطفال وضدا عن القوانين الجاري بها العمل، والتي أثارت حفيظة غضب المنظمات والجمعيات التي تعنى بشؤون الطفولة والرأي العام الوطني، وطرحت عدة تساؤلات حول المسؤولية المدنية والقانونية والأخلاقية في حماية الأطفال من الاغتصاب والاستغلال الجنسي من قبل بعض الجمعيات الغير المخول لها قانونا تنظيم الرحلات والتي لاتتمتع بالاعتراف من قبل الوزارة الوصية؛ من قبل عديمي الضمير الذين يستغلون جمعياتهم في إفراغ مكبوتاتهم المرضية والجنسية والتي نطالب من خلالها كمنظمة وطنية، تحترم نفسها بفتح تحقيق في هذه النازلة والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه المساس بحقوق طفولتنا.
وإننا كمنظمة وطنية كشفية تعنى بقضايا الطفولة نعلن تضامننا مع أسر ضحايا هذه الممارسات الانحرافية والتي تمس من مصداقية المنظمات والجمعيات الجادة المدرجة في البرنامج الوطني للتخييم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة –قطاع الشباب-، مطالبين بتطبيق القوانين الجاري بها العمل وفقا لما تنص به العدالة، وما تنص عليه المواثيق الوطنية والدولية في محاربتها للاستغلال الجنسي للطفولة واستغلال البراءة والثقة التي يضعها الأولياء والآباء والأمهات في عديمي الضمير الذين ألفوا استغلال الجمعيات لتحقيق الثروة وإفراغ أمراضهم الجنسية وإنزال أشد العقوبات على مرتكبيها، صونا لحق الطفل في المخيمات كحق وطني، وطمأنة الأسر والعائلات عن الأجواء التي تمر منها المخيمات الصيفية لدى بعض المنظمات ومن بينها منظمة الكشاف الجوال.
كما نناشد الوزارة المعنية باتخاذ التدابير الكفيلة لمتابعة هذه الجمعية وإصدار بلاغ في الموضوع لطمأنة الرأي العام الوطني حول الظروف التي تمر منها المخيمات الصيفية من قبل المنظمات القانونية ذات الصلة بالموضوع.
و بعت الجامعة الوطنية للكشفية المغربية بأسف شديد واستياء عميق واقعة الاعتداء الجنسي على أطفال بشاطئ مدينة الجديدة، وهي الواقعة التي تناولتها العديد من المنابر الإعلامية الوطنية والتي نسب جزء منها هذا الاعتداء إلى مؤطر بالمخيمات الصيفية دون التحري والتأكّد من ذلك، الشيء الذي خلّف سوء فهم بليغ لدى الرأي العام الوطني خصوصا آباء وأمهات الأطفال المشاركين في برنامج عطلة للجميع التي تنظّمه كل سنة وزارة الشباب والثقافة والتواصل تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم وتعاون مع العديد من القطاعات الحكومية والمدنية التي لا تذّخر جهدا في حماية الأطفال وتوفير سبل راحتهم واستفادتهم من النظام التربوي الذي يوفره المخيم .
والجامعة الوطنية للكشفية المغربية منخرطة في العملية التخيمية منذ ثلاثينات القرن الماضي، عبر الجمعيات الكشفية االمنضوية تحت لواءها بما توفره من أسلوب تربوي كشفي ذو مرجعية عالمية يجعل من حماية الأطفال أهم أولوياته في إطار برنامج “الحماية من الأذى” والذي يروم خلق بيئة آمنة للجميع ويدعم إنشاء علاقات صحية وسليمة بين القادة والكشافة مؤسسة على هدف ومبادئ وقانون الكشاف في استحضار تام لشرعة حقوق الطفل، وهو مايمكّن القادة والكشافة و على حد سواء، من فهم ما يجب فعله للحفاظ على سلامتهم، و التصدّي لكل أشكال الاعتداء والتنمّر والتبليغ عنها وفق إجراءات وتدابير معروفة ومعمول بها في جميع المخيمات واللقاءات الكشفية الوطنية والدولية وبذلك فإن الجامعة الوطنية للكشفية المغربية وهي تطمئن أمهات وآباء الكشافة وكل الأطفال المشاركين في برنامج عطلة للجميع وجميع البرامج التربوية والتخييمية التي تنظمها بمناسبة صائفة 2023، تعلن للرأي العام الوطني المواقف التالية :
و تؤكّد أنّ واقعة الاعتداء الجنسي بالجديدة لا علاقة لها بعملية المخيمات الصيفية كما هي مؤطرة قانونا ومؤسساتيا والتي تجعل من فضاء المخيم فضاء للتربية والترفيه والتعايش في جو من المسؤولية والانضباط وتوفير الحماية للأطفال.
و تعبّر عن مؤازرتها وتضامنها مع كل الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي بشاطئ مدينة الجديدة، و تدين هذا السلوك الإجرامي وتدعو كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ذات الصلة بمجال الطفولة إلى المزيد من تضافر الجهود من أجل الحدّ من خطر الاعتداءات الجنسية على الأطفال.
و تدعو كافة الآباء والأمهات إلى ضرورة التقصّي عن كل الأشخاص والمؤسسات التي يعهد إليهم رعاية الأطفال خارج مؤسسة الأسرة، و اتخاذ كافة الاحتياطات الضرورية لتفادي وقوع أطفالهم ضحية اعتداء مماثل.
وتلتزم بانخراطها الدائم والمستمر في تحسيس الأطفال وتوعيتهم بالأخطار التي من الممكن أن يتعرّضوا لها وكيفية التعامل مع السلوكات المشبوهة وضرورة التبليغ عنها في كافة الأوساط الأسرية والمدرسية والجمعوية.