محمد فارس
[الحربُ الهِندية ــ الباكستانية: 1948]: يصنِّف النّزاعُ القائمُ بين الهند وباكستان على أنّه حَرب قامتْ في مرحلة السّتينيات، غيْر أن المسألة ليست بهذه البساطة، فقد نالت الهندُ استقلالها في (15 غشت 1947)، وقد منحت [بريطانيا] في العام نفسِه حين تَشْكيل وزارتها الهندَ، وسيَلان: (سريلانْكا حاليًا)، وباكستان حُكْما ذاتيًا، وقد كان (غاندي) و(محمد علي جناح) قدِ انفصلاَ في الرأي والمقاومة، إذ أعلن (جناح) عنِ العزم على إقامة دولة ذات أغلبية مسْلمة من الولايات التي فيها هذه الأغلبية، وقد أصبحت (الهندُ) في (يناير 1950) جمهوريةً ذات سيادة؛ وفي عام (1948) حاولتِ القبائلُ المسلمة في [كَشمير] بمساندة القوات الباكستانية السّيطرة على الولاية، فقاومَها (المهراجَا الهنْدوكي)، وهنا احتلّت (الهندُ) معظم الولاية، وعُرضت المسألةُ عام (1948) على (الأمم المتّحدة) التي قَرّرت وقْف المعارك أوائِل عام (1949)، ولم تجْر تسويات شاملة بشأن هذه المسألة إلى اليوم؛ وبدأ العبَثُ النّووي في المنطقة عبر التّحريض الإنجليزي للهند، وقد ردّت (باكستان) بالـمِثل أيام (نواز الشّريف) الذي أقيمَ انقلابٌ ضدّه على يد الجنيرال (مُشرّف)؛ وفي مطلع العام الثالث الألفية الثالثة، بدأت تهديدات مبطئَة باستعراض السّلاح النّووي..
[الحربُ الكورية: 1950]: انقسمت بلاد (السُّوشَن) كما كانت تسمّى تاريخيًا إلى [كوريا] الشمالية، و[كوريا] الجنوبية، بعد تغيّرات في (الاتّحاد السّوڤياتي)، وقد كانت (الصيـنُ) الشّيوعية قد حاولت التوسُّع فنشأتِ الـمُشكلة الكورية، وقد كان رأيُ الأمريكان مُوافِقًا لرأي الرّوس في مسألة الضّغط على (الصين) بحرب محدودة، لاحتواء هذه القوة الشّيوعية الجديدة، وبالتّالي برز إلى صفِّ (كوريا) الجنوبية (أمريكا)، وقد حدَث تقدّمٌ صينيٌ تراجعت إثره قوات (الأممِ المتّحدة)، فقامت (أمريكا) بقصف شديد دون أن تضربَ (الصين)، وكادتِ الأزمةُ تستفحِل لوْلاَ عزْل الجنيرال [ماكْ آرثَر]، وهكذا تمّ القصفُ حتى تراجعتِ (الصّيـنُ) إلى خطّ العَرض (38)، وكشفتِ الأحداثُ عن مجازرَ ارتَكَبها الأمريكانُ ومن الأحياء اليوم من يشْهَدون على ذلك للمؤرّخين..
[ثورة يوليوز في مصر: 1952]: قام نفرٌ من الضّباط الأحرار في منتصف ليلة (23 من يوليوز عام 1952) بالاستيلاء على مبنى هيئة أركان الجيش في كوبْري القُبّة بالقاهرة، وعلى مراكز القيادة بالعبّاسية، وعلى مبنى الإذاعة، وتَمَّ اعتقالُ بعض الوزراء، وكبار القادة في جيش الملك (فاروق)، وفي اليوم نفْسِه، أذاع اللواءُ (محمد نجيب) بيانًا وضّحَ فيه وجودَ عملية انقلابية قام بها الجيشُ لصالح البلاد؛ وفي اليوم التالي، وافق الملكُ على ما طلبه الجيش، ثم في (26) من الشهر نفسِه، طُلبَ من الملكِ أن يتنازل عن عرشه لوَليِّ عهْدِه، ثمّ ما لبثَ مجلسُ قيادة الثورة أن أَعلن قيام الجمهورية ثمّ كان هذا المجلسُ مؤلَّفًا من الضّباط: (جمال عبد الناصر، وأنوَر السّادات، وعبد الحكيم عامر، ومحمد نجيب، وجمال سالم) وغيرهم، وتجدُر الإشارة إلى أن الكتُبَ التي تحدّثتْ عن هذا الانقلاب، ما زال مؤلّفُوها لا يعْرفون ما وراء الأحداث، أو يتجاوزونَها مُنْكرِين مثْل (حسَنَيْن هَيْكل)..
[حربُ ڤيتنام وحربُ كوريا: 1954]: إذا كانت حربُ (كوريا) قدِ انتهَت بعد موت (ستالين) سنة (1953)، باتّفاق مؤتَمر (بونْمُونْجام) بين الأمريكان، والرُّوس، والكوريين الجنوبيين، والكوريين الشماليين، وتَمَّ اعتبار خطّ العَرض (38) خطّا فاصلاً بيْن الكوريتَيْن، فإن حرْبَ (ڤيتنام) قد انتهتْ بيْن قوات (الْڤيِيتْمِين) والقُوات الفرنسية بعْد معركة (ديان بيان فو) التي قادها بجَدارة الجنيرال الڤيتنامي [جيَاب] الذي مات عن عُمْر ناهَز قرنًا وسَنتيْن، وقد هُزِم الفرنسيون هزيمةً مذلّةً ويَرفضون تَذكُّرها إلى يومنا هذا..
[حرب السّويس أو العُدْوان الثّلاثي: 1956]: هي حربٌ تَمّت أيام الرئيس (جمال عبد الناصر) إثْر تأميمه قناةَ (السّويس)، وقد قامت (بريطانيا)، و(فرنسا)، و(إسرائيل) في أكتوبر عام (1956) بهجوم على (مصر)، وتحديدًا على شريط منطقة القناة؛ وقد كان رئيس الوزراء البريطاني آنذاك (أنتوني إِيدَن)، ورئيس الوزراء الفرنسي (غِي مُوليه)، وتَمّت مقاومة شديدة في (بور سعيد) أشرف عليها (عبد الناصر) بنفْسه، كان التّفوق الفرنسي الإنجليزي واضحًا، لكنْ سُرعان ما تكشّف الأمرُ عن حقيقة مقاومة ضارية اضطُرّتْ من خلالها الدّولتان إلى الانسحاب، وكان لهذه الحرب أثرٌ في رَفعِ رصيد (عبد الناصر) كزعيم عَربي..