انتاب بريتاني ستريكلاند “خوف كبير جدا ” بعدما علمت خلال هذا الصيف بأن الولايات المتحدة سج لت أول إصابة بشلل الأطفال، طالت شابا في نيويورك، بعد نحو عشر سنوات لم تشهد خلالها أي حالة.
وتقول المرأة البالغة 33 سنة في مقابلة أجرتها معها وكالة فرانس برس في بلدة بومونا التابعة لمنطقة روكلاند في نيويورك على بعد 50 كيلومترا شمال مانهاتن “إن ما يحصل مخيف. لم نعتقد أن حالات من هذا المرض ست سج ل هنا”.
وتضيف المصممة التي تلقت أخيرا اول جرعة من اللقاح المضاد لشلل الأطفال الذي يشكل مرضا لم يعد عمليا شائعا “كانت والدتي تعارض اللقاحات وعلمت أنني لم أتلق تلك المضادة لشلل الأطفال عندما كنت طفلة”.
ورأت السلطات أن رصد الفيروس “مقلق لكن ه ليس مفاجئا “، مرجحة أن ه “ينتشر محليا “، وأك دت أن سكان نيويورك الذين لم يتلقوا اللقاح عليهم القيام بذلك في أسرع وقت ممكن.
وفي مدينة نيويورك، تلقى 86% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات ثلاث جرعات من اللقاح، ما يعني أن 14% ليسوا محص نين بشكل كامل.
وفي منطقة روكلاند، لم يتلق اللقاح سوى 60% من الأطفال البالغين سنتين، مقارنة بـ79% في ولاية نيويورك و92% في مختلف أنحاء البلاد، بحسب ما يذكر مسؤولون في القطاع الصحي.
وأرسلت مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها خبراء إلى ولاية نيويورك هذا الصيف لتعقب الحالات والإشراف على عمليات التلقيح بشكل أفضل، لأن المرض يمكن أن يتسبب للمصابين به “بعواقب وخيمة لا يمكن معالجتها”.
وتم القضاء بصورة نهائية على شلل الأطفال الذي يصيب تحديدا الصغار، في بلدان العالم باستثناء تلك الفقيرة كباكستان وأفغانستان.
وكان الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت أصيب بالمرض سنة 1921 عندما كان يبلغ 39 عاما ، فيما شهد عدد الإصابات انخفضا في نهاية خمسينات القرن الفائت (15 ألف حالة شلل كانت تسج ل سنويا آنذاك) بفضل الجرعة الأولى من اللقاح.
وتعود آخر إصابة بالفيروس الأساسي في الولايات المتحدة إلى عام 1979.
لكن السلطات الصحية تدرك وجود حالات نادرة (2 إلى 4% من أصل مليون طفل تلقى اللقاح)، يمكن للأشخاص غير الملقحين فيها أن ي صابوا بالفيروس من آخرين تلقوا اللقاح المضاد لشلل الأطفال عن طريق الفم.
وحظرت السلطات الأميركية سنة 2000 هذا النوع من اللقاح.
وأفادت منظمة الصحة العالمية في حزيران/يونيو أن متحورة من الفيروس مصدرها اللقاحات المعطاة عبر الفم ر صدت في مياه الصرف الصحي في لندن.
ويشير التحليل الذي أجري على الحالة المسجلة في روكلاند إلى أن إصابة الشاب المتحدر من نيويورك مصدرها شخص تلقى لقاحا عن طريق الفم.
ويصل هذا اللقاح إلى الأمعاء ويمكن أن ينتقل من خلال مياه الصرف الصحي التي تحتوي على البراز.
ومع ان هذه المتحورة أقل عدوى من الفيروس الرئيسي إلا ان المصاب بها قد يظهر عوارض شديدة، كإصابة غير الملقحين بشلل في اطرافهم.
وبما أن الشخص المصاب في روكلاند لم يسافر خارج الولايات المتحدة، تعتبر سلطات ولاية نيويورك أن الفيروس انتشر محليا .
في هذه الضاحية السكنية الهادئة، يقطن عدد كبير من اليهود المتشددين. واشارت وسائل إعلام محلية إلى أن مريض روكلاند أميركي يهودي متشدد في العشرينات من عمره.
وتعترف شوشانا بيرنستين الخبيرة في مجال التواصل الصحي ، بأن أبناء طائفتها لا يحبذون اللقاحات تقليديا ،