أكد المشاركون في حلقة نقاش نظمت، أمس الأربعاء بالدار البيضاء، في إطار قمة عرض المغرب، أن تعزيز الترفيه والمشاريع الشاملة في قطاع السياحة والفندقة يجب أن يستند إلى مفاهيم مبتكرة ومتكاملة في مجالات المطاعم والألعاب.
وخلال هذا اللقاء، المنظم تحت شعار “كيف يمكن تثمين المرافق الترفيهية والمتعددة الاستخدامات: نظرة على المطاعم والألعاب؟”، شدد الخبراء على أهمية دمج تجارب تذوق الأطعمة والأنشطة الترفيهية لتعزيز جاذبية المشاريع السياحية والمختلطة.
وأشاروا إلى ضرورة الاستجابة للتوقعات الجديدة للمستهلكين في مجال الترفيه، مع تقديم عروض مخصصة ومبتكرة ومستدامة قادرة على استقطاب الزوار المحليين والدوليين على حد سواء.
وفي هذا الصدد، قالت مديرة إفريقيا في مجموعة “فولتر”، نينون لاموت، إن تطوير المشاريع المختلطة يواجه تحديات كبيرة، لاسيما الحاجة لضمان التناسق بين مكونات المشروع المختلفة، موضحة أن ذلك يتطلب دراسات جدوى دقيقة لتحليل الطلب وتقييم الأسعار وتحديد المساحات، سواء كانت مكاتب أو محلات تجارية أو مناطق ترفيهية أو غيرها.
وأضافت أنه من الضروري الحرص على التنسيق ابتداء من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التشغيل لضمان ربحية المشروع واستدامته.
وأشارت إلى أن الترفيه يشغل مكانة جوهرية في نجاح المشاريع المختلطة، نظرا إلى مساهمته في خلق مساحات حياة ديناميكية وجذابة، معتبرة أن هذه الأنشطة، رغم أنها قد لا تكون الوظيفة الأكثر ربحية، إلا أنها غالب ا ما تعمل كعوامل جذب، وتلقى اهتمام الزوار والمستثمرين والمستخدمين.
من جانبه، شدد المؤسس المشارك لـ “ذا جيم تشينجر” (The Game Changer)، عثمان أخراز، على أن الجيل الجديد من السياح، وخاصة “الجيل Z”، يفضل الأنشطة التفاعلية والغامرة من قبيل “ألعاب الهروب” بدلا من السياحة التقليدية التي تركز على زيارة المعالم التاريخية.
وأوضح أن هذه التجارب، التي تصل بين الترفيه والتعليم، من شأنها تحويل الأماكن غير الجذابة إلى وجهات سياحية لا محيد عنها، مشيرا إلى مثال بودابست؛ “حيث أصبحت “ألعاب الهروب” عامل الجذب السياحي الأول، متفوقة حتى على زيارة المعالم السياحية”.
وتابع قائلا إن تطوير الأنشطة الترفيهية لا يقتصر على التسلية فقط، بل يساهم أيضا في ظهور أنظمة اقتصادية جديدة، لاسيما من خلال دمج هذه المفاهيم في السياحة المغربية عبر تقديم منح مالية كبيرة ومبادرات متنوعة.
ومن جانبه، سلط المسؤول عن التطوير الشامل في مجموعة “بالاديوم هوتيل”، كارلوس أورتيغا ميراند، الضوء على أهمية تنويع العروض في المشاريع السياحية ودمج عناصر تجمع بين المطاعم والترفيه والألعاب للرفع من تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي.
وباختيار مجموعة “بالاديوم” مثالا، أشار السيد ميراند إلى أن هذه الشركة التي نشأت في إيبيزا، تستلهم من هوية هذه الوجهة المعروفة عالميا بالترفيه والاستماع، مشددا على أن هذا التراث يظهر من خلال تقديم تجارب متعددة الأبعاد، بما في ذلك الموسيقى والمأكولات وغيرها من التجارب الغامرة التي تهدف إلى تقديم تجربة أغنى من مجرد إقامة فندقية عادية.
وأورد “أننا نرغب في إدخال هذه المفاهيم المبتكرة إلى المغرب، وخاصة إلى مراكش؛ وهي وجهة تحقق أداء متميز ا وتزخر بالفرص، وتتمتع بإمكانات استثنائية توازي عواصم أوروبية كبرى مثل باريس ولندن