في إطار سياسة القرب التي تعتمدها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، نظّمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بمدريد، يوم السبت، قنصلية متنقلة في مدينة سيغوفيا والمدن المجاورة بوسط إسبانيا، استفاد منها أكثر من 300 فرد من الجالية المغربية.
وتأتي هذه المبادرة أسابيع قليلة قبل انطلاق عملية “مرحبا”، التي تشكل موعداً سنوياً بالغ الأهمية للمغاربة المقيمين بالخارج، ما يضفي على العملية بعداً استباقياً لتلبية الحاجيات الإدارية للجالية وتمكينها من الوثائق الضرورية قبل موسم التنقل الصيفي.
خدمات متنوعة وتفاعل مباشر مع المواطنين
وقد تم خلال هذا الموعد القنصلي تقديم خدمات إدارية متنوعة، شملت تسليم جوازات السفر البيومترية، والبطاقات الوطنية للتعريف الإلكترونية، إلى جانب الشهادات العدلية، كما تم تخصيص ركن لتقديم المساعدة المباشرة في القضايا التوثيقية والإدارية والاجتماعية.
وقد عبّر العديد من أفراد الجالية عن امتنانهم لهذه الخطوة النوعية، معتبرين أنها جنّبتهم مشقة التنقل إلى مدريد، وساهمت في تيسير ولوجهم لخدمات إدارية ذات طابع استعجالي، مؤكدين أن الاستجابة كانت فعالة وسلسة.
مقاربة تفاعلية مع النسيج الجمعوي المحلي
وبموازاة تقديم الخدمات، عقد القنصل العام للمملكة، كمال العريفي، لقاء تواصليًا مع ممثلي النسيج الجمعوي المغربي في الجهة، خُصص لعرض آخر مستجدات إصلاح منظومة العمل القنصلي، وكذا الاستماع إلى انشغالات أفراد الجالية وتطلعاتهم.
وأكد القنصل العام خلال اللقاء على التزام الوزارة بـ”جعل الإدارة القنصلية أكثر نجاعة وقربا من المواطنين“، من خلال الرقمنة، وتعميم نظام المواعيد، وتبسيط المساطر الإدارية، مضيفاً أن “القنصليات المتنقلة جزء من سياسة مستدامة، تروم إرساء عدالة ترابية في الخدمات القنصلية“.
خطوة تندرج في رؤية استراتيجية لخدمة الجالية
وتأتي هذه القنصلية المتنقلة في سياق تنفيذ الورش الملكي الرامي إلى تعزيز العناية بمغاربة العالم، وتحسين جودة الخدمات الإدارية المقدمة لهم، انسجاماً مع توجيهات الملك محمد السادس الداعية إلى جعل الجالية المغربية بالخارج في صلب السياسات العمومية.