كما كان متوقعا فقد سجّل المغرب أول حالة مؤكدة لإصابة مواطن مغربي بفيروس كورونا المستجد، وقدم المواطن المصاب من إيطاليا، وتم اتخاذ كافة التدابير لفحص من كان معه في الطائرة أو من التقاهم، وفق ما قالت وزارة الصحة، وبموازاة الإعلان عن اكتشاف أول حالة شرعت الفايك نيوز في الاشتغال وبقوة، وكانت البداية بفبركة خبر منسوب إلى وزارة التربية والتكوين يزعم إنه سيتم تعطيل المدارس ابتداء من الأربعاء بسبب أول إصابة كورونا مؤكدة.
الخبر غير صحيح بالإطلاق ولا صدر حتى عن مسؤول بسيط بالوزارة، ولكن هناك من يريد أن يدخل الرعب في صفوف المواطنين. فيروس كورونا كباقي الأمراض التي تصيب كل بلاد الدنيا، ولا تستثني أحدا سواء كان بلدا متقدما أو متأخرا، وبالتالي ليس غريبا أن يتم تسجيل هاته الحالة، بل هناك بلدان يتسارع فيها بشكل رهيب جدا.
من روّج لخبر إغلاق المدارس هو من يريد نشر التكاسل وسط المجتمع. كورونا ليس بالقوة التي تجعلنا نلزم بيوتنا ولكنه يحتاج إلى المواجهة. لن نعطل المدارس والإدارات والمرافق، ولن نعطل القطارات والتحركات، أي لن نوقف الحياة.
في مثل هاته الظروف العصيبة، التي تتطلب مجهودا مضاعفا ويقظة، لا يمكن للعالم أن يسكت ويخلد للراحة والنوم، بل بالعكس إنه وقت التضحية والنضال ضد الفيروس، الذي يهدد البشرية، وفي المغرب لن نستكين للمرض، فالمغاربة لن يوقفوا تجارتهم وصناعتهم حتى يعرف العالم مسار ومسير هذا الفيروس، ولكن تستمر الحياة مع ذلك، لكن المطلوب فقط أن نغير سلوكنا وأن نعمل بالاحتياطات اللازمة.
كثير من الناس يرغبون في استغلال الوضع من أجل تعطيل الإنتاج، وهذه ثقافة خطيرة، فيكفي أن يقع أبسط الأمور حتى يتنادون إلى التوقف عن العمل، وهذه ثقافة بئيسة، لأن الحياة لا يعطلها المرض حتى لو تحول، لا قدر الله إلى وباء، لأن الإنسان مجبول على المقاومة، بل حتى الفيروسات تقاوم وتتطور، فكيف بنا نحن البشر.
معروف عن المغاربة في زمن الندرة المواجهة، وقد ابتلوا بأمراض واوبئة وجوائح كثيرة، لكن خرجوا منها جميعا، ووقفوا واستمرت الحياة واستمر العمل والإنتاج، فما بالك اليوم الذي يعرف المغرب تطورا صناعيا وطبيا، ويمتلك من الأدوات ما بواسطته يمكن مواجهة كل التحديات.
غير أنه يبقى من غير المعروف من يسعى إلى نشر الإشاعات والأخبار الزائفة بخصوص فيروس كورونا، وهنا يتطلب الأمر يقظة وحذرا وتعاملا صارما مع من يقوم بمثل هاته السلوكات، التي تسعى إلى تعطيل الحياة العامة، بدعوى المرض. وهل ننجح في مواجهة المرض إلى خلدنا إلى النوم؟
ليس فيروس كورونا نهاية للدنيا، خصوصا وأن العلم والطب يبحثان له عن دواء وهو ممكن بقواعد الإنتاج الطبي، في حين توجد أمراض أخرى لم يتم لحد الآن العثور على معالج لها، والمرض لا ينتصر إلا عندما تخاف منه.