بعد مرور حوالي 40 يوم على المجازر التي يرتكبها جيش الحرب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، حيث ارتكب جرائم حرب واضحة المعالم بشهادة القاصي والداني، انبرى الصحفي المغربي أحمد رضى بنشمي، ممثل منظمة هيومان رايتش ووتش، ليحدد موقفه، الذي أكد فيه انحيازه لإسرائيل واعتبر أن حركة حماس ارتكبت جرائم حرب يوم السابع من أكتوبر، المعروف بطوفان الأقصى، رغم أن تقارير كثيرة تحدثت عن قتل الجيش الإسرائيلي لمدنيين إسرائيليين في مستوطنات غلاف غزة.
في الواقع هذا الموقف لن يفاجئ كثيرين ممن يعرفون مواقف هذا الأخير، الذي طالما كان ضد القيم المغربية الأصيلة، ومنخرطا بشكل كبير في خدمة الأجندات الساعية إلى هدم الأخلاق وربط المجتمع بقيم لا تمت له بسلا، حيث ظل مدافعا عن كل ظواهر الانحراف الأخلاقي، التي تعتبر أهدافا للعديد من المنظمات الدولية.
لكن المفاجأة الكبيرة ستكون بالنسبة لحلفائه من مجموعة من الأشخاص والتنظيمات التي لا تكل وتمل من تكرار كثير من الكلام، وهي الجهات التي ظلت تستخدم تقاريره ضد البلاد، وكلما صدر تقرير عن المنظمة التي يمثلها، والذي هو كاتبه، تحتفي به هذه الجهات، وتعتبر التقرير الذي ليس سوى إعادة تدوير لما تم تزويده به من مغالطات، وتعتبر كلام بنشمسي مرجعا في وضعية حقوق الإنسان بالمغرب.
ومن بين كل هؤلاء يعتبر حسن بناجح، المعروف ببراح جماعة العدل والإحسان، هو المتضرر الكبير لأنه لا يستطيع الرد عليه، وربما بعد إحراجه سيرد محتشما، ولن يستطيع تجاوز ما قاله عن حماس، وواقع الحال سيختار السلة والذلة لأن بنشمسي يبقى مرجعا في القتارير التحريضية ضد المغرب، وهي التقارير التي تعتمدها الجماعة في خلق البلبلة وزرع الفتنة، وبالتالي سيدس بناجح رأسه في التراب كالنعامة.
الجماعة معروفة براغماتية بل انتهازية فيما يتعلق بهذا النوع من التصريحات، وهكذا “ضربت الطم” عندما استضافت إحدى القنوات، التي تربطها بها شراكة، السويدي العراقي الذي أحرق نسخا من المصحف الشريف، كما استضافت المعطي منجيب، الذي اعتبر إحراق المصحف مجرد حرية تعبير، ولأن هذا الأخير من المدافعين عن الجماعة عنوة وضدا في الدولة، التي لم تتركه يرتع في التمويلات الأجنبية، فإن الجماعة وبراحها سكتا عن القناة وعن منجيب، الذي يبقى ضيفا دائما على الجماعة في كل أنشطتها.
فمعروف أن أحمد رضى بنشمسي لا توجد لديه قناعات معينة باستثناء خدمته للأفكار الشاذة، ولكن ما يقدمه هو شغل يحصل من خلاله على الأموال التي يعيش بها، وموقفه من حماس لا يخرج عن هذا السياق.
لا نعرف لحد الآن كيف سيتصرف هؤلاء وخصوصا بناجح، الذي لا يدع صغيرة ولا كبيرة إلا علّق عليها، فهل من الرجولة أن يسكت اليوم فقط لأن جماعته منتفعة بتقارير بنشمسي؟