حذرت منظمة الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول) من استغلال الجماعات المتطرفة لجائحة فايروس كورونا لزيادة قوتها ونفوذها، في وقت اتخذ فيه عدد من الدول إجراءات أمنية مشددة لحماية حملات التطعيم من هجمات إرهابية محتملة.
وقال يورغن ستوك الأمين العام للإنتربول في بيان “لقد سعى الإرهابيون، مثل جميع المجرمين، إلى الاستفادة من جائحة كوفيد – 19 لكسب المال وتقوية قاعدتهم وتعزيز الانقسام”.
وفي هذا الاطار ستتخذ دول الاتحاد الأوروبي إجراءات أمنية لضمان وصول جرعات لقاح فايزر-بايونتيك والحفاظ عليها. ففي فرنسا أصدرت الحكومة تعليمات للبلديات باتخاذ إجراءات السلامة والأمان استعدادا لوصول اللقاح. وستكون الجرعات في البداية مصحوبة بسيارات الشرطة أو حتى الطائرات المسيرة بهدف مراقبة شاحنات النقل وما حولها. وسيتم الحفاظ على سرية مراكز التوزيع المؤقتة، التي سينقل منها اللقاح إلى المستشفيات ودور رعاية المسنين. وتتحسب الحكومة لوقوع احتجاجات لجماعات معادية للقاح حول مراكز التخزين، أو أعمال إرهابية تستهدف هذه المواقع. وقالت السلطات إنها رصدت محاولات تجسس إلكترونية على هذه المراكز.
فلقد أكدت صحيفة “لوباريزيان” (Le Parisien) الفرنسية أن فرنسا طبقت بروتوكولا أمنيا صارما للغاية لنقل وتخزين لقاحات كوفيد-19، وذلك في وقت توقعت فيه “منظمة الشرطة الجنائية الدولية” (إنتربول) زيادة كبيرة في الجرائم، بما فيها السرقات وأعمال الإرهاب والهجمات الإلكترونية وعمليات الاحتيال والتزوير تجاه هذا الترياق، الذي يرجى أن يضع حدا لما يقارب عاما من الوباء.
وجاء في مقال الصحيفة أنه وفي الوقت الذي تستعد فيه العديد من الدول حول العالم لإطلاق حملات تطعيم ضخمة من أجل القضاء على وباء فيروس كورونا، أشار رئيس الإنتربول، يورغن ستوك، إلى احتمال ارتفاع حالات السرقة والاحتيال، وعلل ذلك بأن الحصول على الأمصال الجديدة، بما فيها لقاح مختبرات “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech)، الذي حصل على ترخيص للتسويق داخل الاتحاد الأوروبي، يجذب كثيرا من الحسد.
وقالت الصحيفة إن خطر الهجمات الإلكتروني مرتفع في عالم يعتمد بصور كبيرة على الحواسيب، مشيرة إلى ارتكاب العديد من الأعمال الخبيثة بالفعل، استنادا إلى وكالة الأدوية الأوروبية، التي قالت إنها تعرضت لهجوم إلكتروني، وإن كان من الصعب تحديد ما يبحث عنه القراصنة.
إلا أن أروى بيري، الخبيرة في الأمن السيبراني من معهد “مينز تيليكوم” (Mines-Télécom)، ترى أن الأهداف المحتملة للقراصنة قد تكون “آليات عمل اللقاح وسلسلة توزيعه وفعاليته ومخاطره وآثاره الجانبية وإرشاداته”.
ويعتقد خبير أمن الحاسوب، سيباستيان جيست، “أن الهدف كان محاولة سرقة المعلومات للمضي قدما بشكل أسرع في تطوير لقاح آخر، مع أنه من الصعب تصور هجوم منسق من دولة بعينها؛ لأن كوفيد-19 يشمل جميع دول العالم”.
ومما يثير القلق -حسب الصحيفة- أن القراصنة يمكن أن يهاجموا الجانب اللوجستي لسلسلة التلقيح، يقول رئيس شركة “فيكترا” (Vectra) جنوب أوروبا، كريستوف جولي، إن “المجموعات الصيدلانية مجهزة بأمن معلومات جيد؛ لكن المهاجمين أذكياء جدا، كما أن الخدمات اللوجستية تتعلق عادة بمنظمات في الغالب هشة”.
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى تعرض مجموعة “فاريفا” (Fareva) الفرنسية، التي كان من المفترض أن تنتج اللقاح المستقبلي لشركة “كيورفاك” (CureVac) الألمانية، لهجوم إلكتروني عندما أصاب فيروس مركز بياناتها، وأغلق جميع مصانعها تقريبا، خاصة أنه “لا يوجد أمان بنسبة 100%”، كما يقول سيباستيان جيست، موضحا أن الهجوم قد لا يأتي من الخارج؛ بل “قد يكون هناك مندس بين الموظفين
ومن جهة اخرىقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إنه تم وضع قوات من مكافحة الإرهاب حول مراكز التطعيم ضد فيروس كورونا لحمايتها من الهجمات المحتملة فى بريطانيا بعد أن أصبحت المرافق الطبية “أماكن مزدحمة جديدة” نتيجة إجراءات الإغلاق، تاركة أهداف الإرهاب السابقة خالية من الضحايا المحتملين، بالإضافة إلى القلق المحتمل من عنف الجماعات التى تتبنى نظريات المؤامرة ضد التلقيح.