في ظهيرة يوم مشمس تحوّلت فيه الطرقات الهادئة بمركز السبيعات إلى مسرح لفاجعة إنسانية، لفظ أربعة أشخاص أنفاسهم الأخيرة في حادثة سير مروّعة، ستبقى محفورة في ذاكرة ساكنة إقليم اليوسفية طويلاً.
الحادث وقع بعد اصطدام عنيف بين شاحنة محملة بالخضر وسيارة للنقل من نوع “ميرسيدس”، حيث تسببت قوة الاصطدام في تشوّه كامل لمعالم العربتين، محولة إياهما إلى كتل من الحديد المتشابك، ومخلفة وراءها مشهدًا تقشعر له الأبدان.
بحسب شهادات من عين المكان، فإن السرعة المفرطة وانعدام احترام إشارات المرور كانا كافيين لإشعال شرارة هذه المأساة، وسط ذهول المواطنين الذين تجمهروا على جانب الطريق، بعضهم في صدمة، وآخرون في بكاء صامت لا يجد ما يُقال في حضرة الموت.
عناصر الدرك الملكي تدخلت فورًا، وشرعت في تطويق محيط الحادث، وفتحت تحقيقًا ميدانيًا بأمر من النيابة العامة للوقوف على التفاصيل الدقيقة لما جرى.
في الأثناء، نُقلت جثث الضحايا إلى مستودع الأموات، بينما ظلّ الحزن مخيّمًا على الأجواء، والقلوب معلّقة بسؤال واحد: إلى متى ستظل الطرقات مسرحًا لفقدان الأرواح بسبب الاستهتار؟
حادثة أخرى تنضاف إلى سجل حوادث السير القاتلة بالمغرب، وتعيد إلى الواجهة مطلب تعزيز ثقافة السلامة الطرقية، ليس فقط عبر القوانين، بل عبر الوعي الجماعي بأهمية حياة الإنسان.