شكل موضوع مستقبل الأدوية واللقاحات والتحديات المطروحة على الصناعة الدوائية في إفريقيا محور جلسة نظمت في إطار “مؤتمر بلومبرغ للاقتصاد الجديد بوابة إفريقيا” الذي انطلقت أشغاله، اليوم الثلاثاء، بمراكش.
وتطرق المشاركون في هذه الجلسة، التي حملت عنوان “وضع الصحة أولا.. مستقبل الأدوية واللقاحات في إفريقيا”، إلى قدرة القارة على التعاون لرفع التحديات الكبيرة في مجال الحماية الصحية، ولاسيما خلال فترة جائحة (كوفيد – 19)، “رغم ضعف القدرة على تصنيع الأدوية”.
وأبرزوا أن بلدان إفريقيا، بصناعتها للأدوية المحلية، يمكنها تقديم علاجات أفضل وأسرع، وكذا ضمان احترام القوانين الصحية والتركيز على إيجاد حلول للأمراض التي تؤثر بشكل كبير على صحة مواطنيها.
وفي هذا السياق، قالت الرئيسة المديرة العامة لشركة “سوطيما” المتخصصة في صناعة الأدوية، لمياء التازي، في مداخلة بهذه المناسبة، إن تجربة المملكة في التعاطي مع جائحة كوفيد كانت “إيجابية”، بفضل إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي أعطى تعليماته السامية من أجل الحد من تداعيات الجائحة.
وذكرت بأن المملكة استطاعت في ظرف سنة على ظهور الجائحة من إجراء تجربة سريرية وإنتاج لقاح “ونحن فخورون بالانخراط في هذا الورش الصحي الهام”، مشيرة إلى أن التعاون كان مثمرا بين القطاعين العام والخاص من أجل تحقيق الهدف نفسه، ممثلا في توفير اللقاح.
وأبرزت السيدة التازي أن النجاحات التي تحققت على صعيد إنتاج اللقاح المضاد ل(كوفيد – 19)، تعود إلى السياسة الحكيمة التي تنهجها المملكة منذ أزيد من 20 سنة، معتبرة أن “صورة البلدان الإفريقية في المجال الصحي ستتغير إذا ما استثمرت أكثر في هذا المجال”.
وأضافت أن المملكة تعمل على سد حاجياتها في ما يتعلق باللقاحات، بفضل التعاون بين الشركات الوطنية والشركات الأجنبية الكبيرة، مؤكدة أن المملكة لا تتردد في تقديم الدعم (أدوية ولقاحات..) للبلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة.
وأشارت إلى أن الصحة أصبحت تحظى بأهمية كبيرة وأن الاستقلال والسيادة الدوائية برزا كأولويتين خلال فترة (كوفيد – 19)، مشددة على أن البلدان الافريقية مطالبة بالتفكير مليا في تعزيز السيادة الصحية أكثر فأكثر.
من جهته، لاحظ المدير الطبي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بشركة “أسترازينيكا”، فيراج راجادياكشا، أن هناك تحديات تتمثل في الفوارق في الإمكانيات بين البلدان الإفريقية، لافتا إلى الجهود التي تبذلها العديد من هذه البلدان لتدارك الفوارق وتطوير بنياتها التحتية الصحية.
وكشف، في هذا الاتجاه، أن الشركة تطمح في تعزيز شراكاتها مع البلدان الإفريقية، مضيفا أن التشخيص المبكر في التجارب السريرية يمكن من الحصول على نتائج جيدة.
وأبرز راجادياكشا أن التشخيص المبكر لبعض الأمراض واستخدام حلول الذكاء الاصطناعي يساهمان في إيجاد أدوية لهذه الأمراض، مسلطا الضوء على العديد من التقنيات الدقيقة التي تستخدمها الشركة في التشخيص وإيجاد حلول طبية.
وقالت الرئيسة المديرة العامة لشركة “ألتا سامبر كابيتال”، أفسان جيتا، من جانبها، إن “ما تعلمناه من جائحة كوفيد هو استغلال هذه الأزمة الصحية من أجل استخلاص الدروس”، مضيفة أن المغرب شكل نموذجا للبلدان الإفريقية في منهجية تعامله مع الجائحة.