أحمد الدرداري
يبدو النزاع قد أشرف على النهاية ومن المنتظر ان يتقدم النقاش حول قضايا الأمن والحرية بشكل دقيق، فالأمن سيكون ميال لملامسة وضعية الجبهة الانفصالية وما تشكله من خطر على المنطقة ، حيث هناك أفكار و خيوط ارهابية لها صلة بهذه الجماعة الارهابية بدليل ظهور زعيم القاعدة ايمن الظواهري الذي هدد باستهداف مجموعة من الدول من جديد بما فيها المنطقة المغاربية وخص المغرب بالاسم، وعليه فان المناخ الأمني في المنطقة المغاربية يتوفر على بيئة و ظروف تسمح بالقيام بعمليات ارهابية خصوصا مع وجود صراع وعداء ايديولوجي و عقيدة عسكرية جزائرية شوفينية متخاصمة مع الحرية، اضافة الى وجود جماعات وتنظيمات ارهابية بمنطقة الساحل والصحراء .
وقد صرح النائب البرلماني الإسباني ميگيل أنخيل گوتييريث عن حزب سيودادانوس قائلا إن البوليساريو منظمة إرهابية قتلت 289 مواطن إسباني على غرار منظمة إيطا الإرهابية الباسكية و براهيم غالي هو رأس الحربة.
ومع تطور وضعية عناصر البوليساريو وسكان المخيمات الذين لا يمكنهم العودة إلى المغرب ما عدا الاشخاص المسجلين سنة 1974 فقط ، بينما الباقي فهم جزائريون بحكم القانون الدولي ولا يمكن ان يستفيدوا من العودة بحكم اختلاف جنسياتهم وأصولهم غير المغربية.
هذا ومع وجود صراع دولي فان هناك امكانية تزويد الجماعات الارهابية بأسلحة ذكية ومتطورة وغير تقليدية، ويتم استعمالها بطرق علمية حديثة ، مما يتطلب تغيير طريقة التعامل مع التهديدات الارهابية فقد تحصل العناصر الانفصالية والمتطرفة على اسلحة دون مراقبة دولية، ومن المحتمل حدوث عمليات انتقامية بسبب تغيير المغرب لوضعية نزاع الصحراء، والذي يقابل بالرفض من طرف العسكر الجزائري الذي ترسخت لديه العقيدة الشوفينية التي تحتاج الى استئصال.
فالشوفينية الجزائرية كمصطلح سياسي من أصل فرنسي زرع في ذاكرة العصابة العسكرية الجزائرية ويرمز إلى التعصب والتطرف في المواقف، حتى أصبح التعصب أعمى ومقرون بالعداء للمغرب، كما سبق ان استعمل المصطلح لوصف الأفكار الفاشية والنازية في أوروبا.
فالشوفينية العسكرية الجزائرية هي الاعتقاد المغالي والتعصب في التعامل مع المخالف في الايديولوجيا، وتعبر عن فقدان رزانة العقل والاستحكام في التحزب السوفياتي الذي ينتمي إليه العسكري والتحيز له، وخاصّة عندما يقترن هذا الاعتقاد أو التحزب بالحط من شأن الايديولوجية الليبرالية المغربية والتحامل عليها.
فهي تغلف بالوطنية المفرطة، الغيورة والعدائية، والإعجاب الحصري لدى الشخص العسكري بوطنه والحمية العمياء للمجد كادعاء مليوني شهيد وتمجيد الثورة ، والاعتقاد المتحمس بأن الجزائر أفضل الأوطان وهي أمة ضاربة و فوق كل الأمم.
و كلمة شوفيني مأخوذة عن الجندي فرنسي اسمه نيكولا شوفان الذي كان شديد الغيرة على فرنسا ومتفانياً في القتال في جيش نابليون في حروبه دونما التفات أو شك بشرعيته، أو عدالة قضيته. فهي تعني التفاني الأعمى للجندي المتحمس والمتزمت برأيه والايمان بالوطنية المتطرفة.
وفي الوقت الحاضر أخذت دلالات تتضمن التحيز المفرط واللاعقلاني لجماعة البوليساريو التي ينتمي إليها ويتبناها العسكري الجزائري ، وخاصة عندما يتضمن التحزب الحقد والكراهية تجاه الدولة المغربية باعتبارها منافسة وعدوة من وجهة نظر عسكرية.
ولمواجهة حزمة من الاحتمالات فإن الدول التي لها علاقة بالنزاع لا يكفي تأييدها للحكم الذاتي والاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه ، بل يجب عليها ان تتخلص من ما سبق أن قدمته من ضمانات لجبهة البوليساريو الانفصالية وفتح تحقيق دولي في مواضيع تسليح الاطفال والتخلص من الاسلحة التي توجد في حوزة الانفصاليين وايضا حسم الهويات وجنسيات سكان المخيمات و تغيير طريقة تقديم المساعدات والحد من الامتيازات التي تقدم للانفصاليين في اوربا ، والتعاون لمواجهة الخطر الارهابي بالاضافة الى رفع الحصار عن الحرية الذي يعاني منه الشعب الجزائري، و تسليم السلطة لمؤسسات شرعية من قبل الشعب الجزائري وانهاء التغذية الشوفينية على حساب تضييق الخناق على الحرية وتبرير الخناق بوجود حالة حرب مستمرة وغير مبررة مع عدو وهمي فقط، بل فرضته الشوفينية العسكرية الجزائرية للهيمنة على السلطة والثروات وتوجيه انظار الشعب الجزائري من طرف المافيا العسكرية عن المواضيع المهمة .