أعلنت مجموعة «ماسترفليكس» (Masterflex) الألمانية، المتخصصة في أنظمة الخراطيم والمكونات المطاطية للطائرات، عن اختيارها المغرب كموقع استراتيجي لإنشاء مصنع جديد، في خطوة توسعية تعكس تنامي جاذبية المملكة في مجال صناعات الطيران.
وأفادت المجموعة، في بلاغ رسمي نشرته أمس الاثنين، بأن المنشأة الصناعية الجديدة ستُقام بمنطقة التجارة الحرة «ميدبارك» (Midparc) قرب الدار البيضاء، وستُخصص لصناعة أنظمة خراطيم ومكونات مطاطية تستجيب لمعايير قطاع الطيران العالمي، في ظل الطلب المتزايد على هذه المنتجات.
وكشفت المجموعة الألمانية أنها تعتزم استثمار ما يقرب من ثلاثة ملايين يورو خلال السنوات الخمس المقبلة، من أجل تشييد مصنع ومكاتب إدارية على مساحة تناهز 4000 متر مربع. ومن المرتقب أن يُوفر المشروع ما لا يقل عن 65 فرصة عمل، مع انطلاق الإنتاج الموجه للتصدير ابتداءً من سنة 2026.
وفي تصريح ورد في البلاغ، قال المدير التنفيذي للمجموعة، الدكتور أندرياس باستين، إن قطاع الطيران يعرف نمواً كبيراً نتيجة ارتفاع الطلب على الرحلات الجوية، وهو ما يُحفّز المصنعين على توسيع قدراتهم الإنتاجية، مشيراً إلى أن البنيات التحتية الحالية للشركة لم تعد قادرة على استيعاب هذا التوسع على المستوى التقني والاقتصادي.
وأضاف باستين أن المغرب مثّل خياراً طبيعياً لتوسيع نشاط المجموعة، نظراً إلى توفره على مناخ استثماري محفّز، وقربه الجغرافي من أوروبا، بالإضافة إلى جودة التكوين المهني واليد العاملة المؤهلة، والتزامه الصارم بمعايير الجودة الصناعية.
وأكد المسؤول الألماني أن قرار إنشاء المصنع بالمغرب جاء بعد دراسة موسعة شملت عدة دول، مشيراً إلى أن الوحدة الجديدة ستكون تابعة لشركة «ماتسن آند تيم» (Matzen & Timm) المتخصصة في تطبيقات الطيران، وستلتزم بكافة المواصفات الدولية المعتمدة في المجال.
ومن المنتظر أن تحمل المنتجات التي ستُصنع في المغرب علامة «مصممة في ألمانيا، ومصنوعة في المغرب»، وفق ما أكده بيتر بريمر، المدير العام لشركة «ماتسن آند تيم».
وتُعد مجموعة «ماسترفليكس»، التي تتخذ من مدينة غيلسنكيرشن الألمانية مقراً لها، من بين المزودين البارزين في أوروبا في مجال أنظمة الخراطيم المخصصة لصناعات دقيقة، خاصة في قطاعي الطيران والفضاء. وتمتلك المجموعة مواقع إنتاج في ألمانيا وجمهورية التشيك، وتُراهن اليوم على المملكة المغربية لتوسيع حضورها في السوق العالمية.
ويأتي هذا الاستثمار في سياق دينامية متواصلة يشهدها قطاع صناعة الطيران في المغرب، الذي بات يُشكل قطباً صاعداً على المستوى الإقليمي والدولي، بفضل الاستراتيجية الصناعية المعتمدة من قبل الدولة، والشراكات التي تربطها بكبريات المجموعات الأوروبية والأميركية العاملة في المجال.
وبفضل بنيته التحتية الحديثة، وتوفر الكفاءات البشرية، ووجود مناطق حرة متخصصة مثل «ميدبارك»، يُواصل المغرب جذب استثمارات استراتيجية تُعزز مكانته كمركز صناعي متكامل لصناعة مكونات الطائرات، مما يُسهم في تنويع الاقتصاد الوطني ورفع تنافسيته في الأسواق العالمية.