يرى محللون أن إعلان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأن بلاده لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية، يهدف إلى زيادة الضغط من أجل وقف الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ قرابة عام، ومنع توسعها إلى حرب إقليمية أوسع.
جاءت هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، بما في ذلك هجوم بالصواريخ الباليستية أطلقه الحوثيون من اليمن وسقط في إسرائيل، إلى جانب هجوم على أجهزة اتصال لحزب الله في لبنان، نسب إلى إسرائيل.
اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر من العام الماضي دفع السعودية إلى تعليق المفاوضات بشأن التطبيع مع إسرائيل. ونددت الرياض مراراً بالعمليات العسكرية الإسرائيلية، مطالبة بوقف الحرب التي أوقعت خسائر بشرية كبيرة بين الفلسطينيين.
وتقول رابحة سيف علام، خبيرة في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن “الحرب في غزة وسلوك الحكومة الإسرائيلية دمر فرص التقارب السعودي الإسرائيلي”. وأضافت أن “قساوة الحرب والمجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيين جعلت من الصعب تصور قبول الرأي العام السعودي لفكرة التطبيع”.
وأكد ولي العهد السعودي في افتتاح جلسات مجلس الشورى أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية، وأدان “جرائم” إسرائيل في كلمته.
وترى المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، آنا جايكوبس، أن ولي العهد يصرح بذلك الآن لأن الحرب مستمرة ولا تظهر أي علامات على التوقف. وأضافت: “إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء وتحاول إشعال حرب متعددة الجبهات، ما سيؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط بشكل أكبر”.
السعودية، التي تسعى منذ عام 2016 إلى تنفيذ مشروع إصلاح اقتصادي واجتماعي شامل، ترى في توسع الحرب تهديداً كبيراً لطموحاتها التنموية. وتعتبر سيف علام أن “توسع الحرب سيؤثر سلباً على الخطط السعودية لجذب الاستثمارات وتحويل المملكة إلى مركز اقتصادي عالمي”.
ورغم مفاوضات بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، فشلت الجهود في تحقيق وقف دائم للقتال بين حماس وإسرائيل، باستثناء هدنة قصيرة في نوفمبر الماضي. وترى جايكوبس أن السعودية تسعى الآن إلى “زيادة الضغط” لتحقيق وقف لإطلاق النار ومنع توسع الحرب إلى صراع إقليمي أوسع قد يشمل إيران وحلفاءها ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وتخشى الرياض ودول الخليج من أن تجد نفسها في وسط هذا الصراع إذا تفاقمت الحرب.
الحرب في غزة بدأت بهجوم غير مسبوق شنته حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1205 أشخاص في إسرائيل، بينهم مدنيون ورهائن. وردت إسرائيل بحملة عسكرية كبيرة على غزة، أدت إلى مقتل أكثر من 41,000 شخص، وفق إحصاءات وزارة الصحة التابعة لحماس، وتسببت في كارثة إنسانية.